وصل أمس رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلي باريس، حيث استقبله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في قصر الإليزيه. ونقلت صحيفة النهار اللبنانية عن مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية، تأكيدها بأن «استقبال ساركوزي للحريري كان مناسبة لإعادة تأكيد الالتزام الفرنسي حيال لبنان وسيادته واستقلاله». وذكرت المصادر أن زيارة الحريري التي تستغرق ثلاثة أيام، تأتي بين زيارتين لمسئولين عرب إلي باريس، فقد التقي ساركوزي الأسبوع الماضي رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثان، وسيلتقي قريبًا الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت المصادر أن «الموقف الفرنسي من الأزمة اللبنانية معروف وواضح، ويتمثل في الحرص علي تجنب أي تسوية علي حساب العدالة»، في إشارة إلي التجاذبات السياسية الخاصة بالمحكمة الدولية. إلي ذلك، أوضحت المصادر أن الرئيسين الحريري وساركوزي سيبحثان في مرحلة صدور قرار الاتهام ومقتضيات التهدئة والاستقرار التي يجب أن ترافقها، مشيرة إلي أن هذا الموضوع يحتل أولوية في المباحثات، وهو يمثل جوهرها، حيث سيستمع ساركوزي إلي وجهة نظر الحريري في هذا الشأن. وكان الحريري قد اختتم بعد ظهر أمس الأول، زيارته والوفد المرافق له لطهران، بتوقيع «تسع» اتفاقيات تفاهم بين البلدين في مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية، وعقد مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي. وأشار الحريري إلي أن النتائج السياسية كانت جيدة ومفيدة وقطعت الشك باليقين في إعادة تأسيس مرحلة طيبة من العلاقات اللبنانية الإيرانية. وأكد الحريري أن النتائج الاقتصادية للمباحثات قطعت شوطًا كبيرًا نحو حوار جدي ومسئول نتطلع إلي استكماله من خلال تشكيل اللجنة العليا المشتركة اللبنانية الإيرانية. وحول الوضع الداخلي في لبنان، طمأن الحريري بأن مسار الأمور يتحرك في الاتجاه الصحيح، وتحت مظلتين كبيرتين، مظلة الحوار الوطني اللبناني الذي لن ينقطع بين قيادات لبنان، مهما بلغت حدة الخطاب السياسي، ومظلة الرعاية السعودية السورية المشتركة والمستمرة للملف اللبناني.