لم يتوقف حتي الآن السجال بين الوطني والإخوان حول ندوة «عمرو خالد»، ازدواج الإخوان في الدائرة شائعات حول سبب مساندة من يسمي بالداعية لمرشح الحزب الوزير عبد السلام المحجوب في دائرة الرمل، ويرد مسئولو حملة المحجوب علي ادعاءاتهم. ويؤثر هذا السجال علي جانب من اهتمامات أهالي الدائرة قبل ساعات من يوم الحسم. الغريب أن نفس مكان تحالف عمرو مع الإخوان هو نفس مكان انقلابهم عليه حيث كانت قد تنامت في منطقة السيوف التي بها أحد معاقل الإخوان بالثغر والتي شهدت طوال الأيام الماضية أعمال استفزازية من جانب الجماعة المحظورة لقوات الأمن علي خلفية الانتخابات ففي هذا المكان وقف عمرو خالد في منتصف الثمانينيات منبهراً بخطاب أستاذه الإخواني وجدي غنيم عندما كان يعطي ندوة لجموع الإخوان قبل انتخابات البرلمان عام 1987 يهاجم فيها الوطني، ليتبدل المشهد ويقف التلميذ ويخرج من بين صفوف الإخوان في 2010 وفي نفس توقيت الانتخابات ليأتي في ندوة دينية يعود بها إلي مصر بعد غياب لسنوات عدة في جمعية أهلية يمتلكها مرشح الوطني عن دائرة الرمل وزير التنمية المحلية. وعلت نبرة أن ثمة صفقة خطط لها الداعية مستغلاً الوضع السياسي الخاص بالانتخابات ليعود إلي مصر مستخدماً مبدأ الغاية تبرر الوسيلة التي اعترف باستخدامه حتي يكمل ما أسماه برسالته. المحظورة التي تفاجأت بقدوم عمرو خالد بهذا الشكل مثلما تفاجأ الجميع انقلبوا عليه سريعاً، خاصة أن مجيئه في هذا التوقيت أربك حساباتهم لما يؤثر مجيئه علي الصورة الذهنية لمتابعي العلاقة الحميمة الخاصة بين الداعية والجماعة، هذا الانقلاب صاحبه تساؤلات منطقية من حاضري لقائه الذين وصل عددهم إلي 15 ألف شخص في ساحة مركز شباب السيوف، ومن لم يحضر تساءلوا: لماذا جاء عمرو خالد في هذا التوقيت بالتحديد؟ وإذا كان صادقاً كما يدعي بأنه ليس مع أحد أو ضد أحد ولا يسمح أن يخلط عمله الديني بالسياسة، فلا يستطيع أن ينتظر أسبوعاً واحداً ليقيم ندواته ويوصل رسالته.. أسبوع واحد ينفض فيه مولد الانتخابات البرلمانية، وينأي بنفسه من أقاويل يدعي صدقها، والمنطق يكذبه جملة وتفصيلاً! الانقلاب الإخواني في البداية بدأ الكترونياً وإعلامياً عندما هاجمته المنتديات وصفحات الفيس بوك التي يديرها شباب الجماعة ودخلت فيها وسائل الإعلام المساندة للمحظورة، الأمر بدأ بمناداة عمرو خالد بعدم عقد هذه الندوة، وأن يبتعد عن الانتخابات وطعمت هذه النداءات ببعض أساليب المغازلة، ثم لحقتها حملات شرسة تتحدث عن صفقات ودخول عمرو خالد في دوائر المصالح الشخصية وأنه بذلك متبدل الأوجه وليس له طريق أو مبدأ يتمسك به، وكان لهذه الحملات بعض الأثر في إرباك ما يسمي بالداعية الذي فكر في الغاء الندوة ثم هدد بعدم المجيء ولكنها كانت مناورة مع أصدقاء الأمس وأعداء اليوم، ليأتي عمرو خالد في تمام الثامنة من السبت الماضي وسط تعليمات مشددة وصريحة من قيادات الجماعة بعدم حضور أعضاء الجماعة لهذه الندوة، وهذا ما ظهر في بداية الندوة والتي خلت من الوجوه الإخوانية ولكن مع مرور الوقت جاءت الإخوات التابعات للجماعة ضاربات بالتعليمات عرض الحائط ليظلن واقفات علي أطراف الساحة بعد أن امتلأت الكراسي. ووجه آخر يتعلق بعلاقته بالإخوان.. العلاقة التي أخذت مسلكاً هجومياً من جانب الجماعة فكان الرد المغلف من الداعية بتساؤل منه لهم وهو: كيف تهاجمونني وأنتم لا تستطيعون توصيل صوتكم ورسالتكم، وتعيبون علي لأنني أحاول توصيل صوتي. وفي هذا الإطار أخذ النائب الإخواني صبحي صالح المنافس للمحجوب الأمر بشكل خاص عندما قال إن تصرف عمرو خالد يعتبر خروجاً عن طريق الإخوان الذين ربوه لأمور تتناسب مع طموحه الشخصي. ووسط هذه الأجواء فرضت قوات الأمن بالرمل احتياطات أمنية بعد ما تنامي لعلمها أن الجماعة ستقوم بمسيرات في اتجاه الندوة لافسادها، وهذا لم يتم في الخارج للتحكم الأمني المفروض، ولكن كانت المحاولة لإفساد الحدث من الخارج عندما اندست بعض عناصر الجماعة الشبابية وسط الحاضرين وحاولوا مقاطعة عمرو خالد أكثر من مرة وعندما فشلوا أعلنوا عن هويتهم، وهاجموه متهمينه بالدعاية لمرشحي الحزب عندما قال أحد عناصر الإخوان الذي تم القبض عليه للداعية: «بطلوا كدب.. كل ده معمول عشان الانتخابات».. وأنت بعتنا ودخلت في صفقة لمساندة الفساد علي حسابنا.. «لست عمرو خالد الذي نعرفه». وما زاد من ذلك هو أن كلمته معظمها تدور في العين بالعين أفضل من أن يصل لهم بوسائل الإعلام والفضائيات غير المحببة إلي قلبه، واستخدم قصصاً دينية تتعلق بما تعرض له من اهانات وشتائم عندما تحدث عن ضرورة المسامحة، متحدثا عن نفسه بأنه تعرض لافتراءات ولكنه «مسامح»، عندما قال «الدنيا اليومين دول صعبة أوي بقي فيه شتيمة الكترونية وفضائية» ولكنني سامحت واصفا نفسه بالنسر ومهاجميه بالغربان حين قال: النسر يهاجمه 20 غرابا ولا يلتفت إليهم ولذلك يعلو ويحلق لأعلي.. وهذه هي رسالتي التي أتمني أن تكون وصلت لكم! عمرو خالد استخدم بعض الأساليب التحريضية المحركة للمشاعر لمساندته، وكأنه زعيم سياسي يعيش في المنفي، ظل يردد: أنا مش عارف هشوفكم تاني ولا لأ.. أنا موجوع وعايز أصرخ، الشائعات طالتني وطالت هذه الندوة ولقد تأذيت بسبب الندوة ولكنني جئت لعمل الخير ومراعاة حقوقكم وحقوق الله! وكان قد بدأ كلامه بأسلوبه المعهود قائلا: «أنتم وحشتوني.. انا ابن الإسكندرية.. بقالي 8 سنوات مش عارف اتعامل معاكم.. وليس غريبا أن يوم عودتي أحضر لكم.. هفضل أدور عليكم لأنني صاحب قضية واحدة إنني عايز أقابلكم.. هذه الجموع التي اعتدت علي لقائها واعتدنا أن تحمينا الملائكة!