الجميع يطالب حسن شحاتة بتغيير جلد المنتخب والاعتماد علي الشباب بعد أن شاخ الكبار الذين حققوا ثلاث بطولات قارية متتالية! والجميع يطالب الأهلي بالاعتماد علي الشباب من أبناء النادي دون شراء لاعبين كبار السن من خارج النادي بعضهم يلعب عدة مباريات ثم يرحل والبعض يلتزم فوق دكة البدلاء دون فائدة.. واللاعبون الكبار في الأندية أو المنتخب هم دائما الذين يتحكمون في إدارة الفرق وقيادة باقي اللاعبين، لذلك يأخذ كل مدرب حذره قبل أن يفكر في تغيير لاعب أو استبعاده. لكن تعودنا في مصر أن اللاعب الكبير عندما يشعر بدنو أجله في الملاعب يبدأ في إثارة المشاكل، سواء بالإصابة أو الخلاف مع الجهاز الفني أو تكوين شلة من اللاعبين كوسيلة ضغط علي المدرب الذي يضطر لإشراكه.. إما لحرقه أو لكسب ورقة الجمهور إذا أجاد اللاعب. يذكرني هذا الموقف بمقولة «الخواجه لما يفلس.. يدور في أوراقه القديمة» أي يبحث عن ديون قديمة له علي الآخرين حتي يخرج من أزمته المالية.. نفس الحال بالنسبة للاعب الذي يبحث في سجلاته فيجد الشهرة والأضواء التي كانت تطارده وقد اختفت عنه، والجمهور الذي كان يهتف له تحول ضده ويسب ويلعن اليوم الذي أشركه فيه المدرب هكذا اللاعب النجم.. وهو في عز نجوميته لا يرد علي تليفونه من إعلامي أو صحفي ويتكبر علي المدرب، بل ويحاول إثبات أنه سبب الفوز والانتصارات وبدونه سيسقط الفريق وتتوه الألقاب. لكن بعد تراجع المستوي وانحسار الأضواء وتراجع الشهرة، يبحث اللاعب في أوراقه القديمة، فيهاجم المدرب ويبحث عن فريق بديل حتي ولو كان في آخر قائمة جدول الترتيب، المهم أن يبقي في الأضواء فقط بل ويشعر أنه إذا ترك الملاعب سيفقد كل شيء، المال والشهرة والأضواء والمعجبين. فعلاً العلاقة قوية بين اللاعب لما يخلص في الملاعب ويقترب من الاعتزال، والخواجه الغني لما يفلس ويدور في أوراقه ومستنداته القديمة ليجد ما يصرف منه ويوفر قوت يومه! انظروا للاعبي مصر الكبار الآن.. ستجدونهم مجموعة من خواجات يتهربون من اللقاءات الصعبة ويهربون من المنتخب.. ويريدون الشهرة والمال.. إنهم خواجات العصر الحديث!