البداية خطوة.. تتبعها خطوة.. تسبقها خطوة.. وتلاحقها عشرات الخطوات.. بهذا المنهج بدأت ميادة 23 سنة مشروعها لنظافة الشارع الذي تسكنه فتحول بعد ذلك إلي حملة شارك فيها العديد من الشباب. تحدثنا ميادة عن مشروعها فتقول: إن الجميع يعلم ما تواجهه مصر من مشاكل علي رأسها النظافة وكثيرا ما لجأت الدولة لشركات نظافة وعاملين نظافة ولكنها لم تفلح في إصلاح المشهد العام للعاصمة فلازالت القمامة تملأ الشوارع والميادين وتحت أعمدة الإنارة والمرافق العامة والمستشفيات ومؤسسات الدولة وكأنه ما من سبيل للتخلص من هذه المشكلة بالطرق المتعارف عليها لذا فقد لجأت وأصدقائي للطريقة التقليدية ابدأ بنفسك. نزلت انا وصديقة لي إلي أحد الشوارع في مدينة نصر وبدأنا نجمع القمامة وننظف في هدوء فجذب المشهد عددا من المارة وبخاصة الأطفال فمنهم من عرض مساعدتنا ومنهم من شارك بالفعل وفي نهاية الجولة فوجئنا ببعضهم يطلب أرقام هواتفنا حتي يعلم اطفاله قيمة النظافة والعمل الجماعي.. تلك كانت الجولة الأولي ومنها اكتشفنا أنه كما ان الضحك عدوي النظافة ايضاً عدوي.. وما يشاع عن كون المصريين لا يحبون النظافة غير صحيح هم فقط يخجلون من القيام بالعمل وحدهم ويفضل ان يكون عملا جماعيا حتي لا يشعروا بالخجل أحد.. والدليل علي ذلك أن تلك المبادرة قام بها فردان وأخذ عددهم يزداد خلال شهر واحد حتي صاروا فريقا مكونا من 655 عضوا. تضيف ميادة أن الخطوة التي تلت تكوين الفريق الدعوة العامة وقد بدأتها بالفعل من خلال صفحة الفيس بوك تدعو فيها شباب مصر للإنضمام إلي الحملة وأكدت من خلاله دور الشباب باعتبارهم الجيل القادم بما لديه من حماس وحب لمصر وقدرة علي ترجمة هذا الحب لعمل جميل يغير صورتها للأفضل ليس فقط في عيون السياح ولكن في عيون أبناء البلد ممن فقدوا الحماس للتغيير فما يصنعونه يبث الأمل في نفوسهم من جديد فضلا عن ان من يقوم بأي تصرف غير حضاري يسئ للمظهر العام سيخجل من فعله مادام هناك من يعمل بجد وإيمان من أجل إصلاحه. وبالتدريج بدأت الحملة تؤتي ثمارها فكل عضو بالفريق يقوم بترشيح منطقة معينة وأعضاء الجروب يقومون بإرسال صور لها ونهبط اليها بملابس خاصة ننظفها وأحيانا يشترك معنا أبناء الحي والأطفال وبمرور الوقت اكتشفنا حقائق جديدة علي رأسها أن من يقوم بنشر القمامة في الميادين هم «العربجية» أنفسهم أكثر من الشعب، فهم يتجولون بعرباتهم المحملة بالقمامة فبعد ان قمنا بجمع القمامة وتنظيف الشارع قاموا بتمزيق أكياس القمامة لأنهم يبحثون عن كرتون وزجاجات وأشياء من هذا القبيل داخل الأكياس فأفسدوا ما صنعناه بالطريق في أقل من ثانية.