في استجابة سريعة لطلب إسرائيل من واشنطن تقديم عرضها الخاص بتجميد جزئي للاستيطان في الضفة الغربية لثلاثة أشهر مقابل حوافز أمنية وسياسية لتل أبيب خطياً أعلنت الخارجية الأمريكية استعدادها لعمل أي شيء لخلق الظروف المناسبة لاستئناف مفاوضات السلام وقال الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي: إن الوضع الحالي بين الفلسطينيين وإسرائيل غير مقبول وإن رسالة واشنطن للطرفين هي العودة إلي طاولة المفاوضات المباشرة في أقرب فرصة ممكنة والعمل علي التوصل لتسوية عادلة ونزيهة. وأوضح أن هدف واشنطن لا يزال كما هو أن يكون الإطار الزمني للتوصل لاتفاق سلام 12 شهرا لكنه أشار إلي عدم وجود ضمان لتحقيق ذلك. في غضون ذلك نقلت صحيفة «هاآرتس» عن سياسي إسرائيلي اتهامه للسلطة الفلسطينية بالسعي لعرقلة العرض الأمريكي، مشيرا إلي أن الفلسطينيين أبلغوا واشنطن رفضهم لهذا العرض. وأوضح أن التلكؤ في بلورة الصيغة المتفق عليها بين واشنطن وتل أبيب ناجم عما اسماه ادعاءات السلطة الفلسطينية بأن العرض الأمريكي جيد لإسرائيل ويسحب من الفلسطينيين أدوات الضغط وأوراق المساومة. علي الجانب الفلسطيني قال كبير المفاوضين صائب عريقات: إن الرئيس محمود عباس سيعرض المقترح الأمريكي الخاص بتجميد الاستيطان علي منظمة التحرير وحركة فتح قبل اتخاذ قرار نهائي بشأنه. في غضون ذلك ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية تسلمت مؤخرا المسئولية الأمنية الكاملة علي مدينة نابلس وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي بات مُلزماً من الآن فصاعدا باجراء تنسيق مسبق مع أجهزة الأمن الفلسيطينية قبل القيام بنشاط عسكري في نابلس. ووصفت الصحيفة الوضع في الضفة الغربية بأنه يسوده الهدوء منذ مدة بشكل لم يسبق له مثيل منذ سنين طويلة، بفضل عمليات استباقية قام بها الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف مع الاعتماد علي معلومات استخبارية أمده بها جهاز الأمن العام «الشاباك». من ناحية أخري صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية خلال جلسته أمس علي انسحاب إسرائيل من الشطر الشمالي لقرية الغجر علي الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن المجلس أوعز إلي جيش الدفاع ووزارة الخارجية بالشروع في محادثات حثيثة مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان بغية بلورة الترتيبات الأمنية ووضع الجدول الزمني للانسحاب.