ولكن ما هي وحدة الفعل؟ إنه ذلك التماسك في العمل، أي عمل، والذي يركز فقط علي الهدف منه بغير الاستجابة لإغراء الاستجابة لأحداث أو أفعال من خارجه.. نقول كمان. لقد حصل الموت علي إجازة لمدة أربع وعشرين ساعة نزل فيها إلي الأرض فأحب فتاة وأحبته. هذا هو الفعل.. احترس أن يفلت من يديك، لا أريد أن أعرف موقف أسرة الفتاة من هذا الحب، ركز علي ملاك الحب وما يعانيه من آلام، لا تشرح لي موقف بقية الملائكة والشياطين من حبه، لا تقل لي أن هناك خادمة حسناء تعمل عند نفس الأسرة وأحبته هي الأخري، لأنك بذلك دخلت في فعل آخر ركز علي الفعل نفسه، عندما تتسرب إلي عقلك مشاهد ربما تبدو لك جميلة وممتعة، استبعدها علي الفور من أجل المزيد من القدرة علي الحفاظ علي وحدة الفعل، وظيفة كاتب الدراما الحقيقي هي القدرة علي الاستبعاد ثم الاستبعاد إلي أن يصل إلي ذلك المشهد المكثف المركز الذي يغطي في عفوية ونعومة معاني كثيرة. أنت تكتب الآن عن هاملت، أمير شاب مثقف حساس عرف أن ولده قتل والقاتل عمه، وأن عمه تزوج من أمه، ويطالبه شبح أبيه بالانتقام. هذا هو الفعل.. امش في هذا الاتجاه ولا تدعه يفلت من يدك، أما إذا أردت أن تتناول هذا الفعل (التيمة) في الكتابة في التليفزيون، فاسمح لي أن أشاركك في الكتابة وفي الهبر وفي خداع المسئولين والمتفرجين، دعنا نعبئ الشرائط.. أوفيليا تحب هاملت، بس فيه واحد اسمه جون كان هو راخر بيحب أوفيليا فيتحدي هاملت فيقتله هاملت ويقدم إلي المحاكمة فيقول للقاضي، طلعني عشان انتقم لابويا وبشرفي حرجع لك السجن تاني.. والا بلاش.. يصاب هاملت بطعنة قاتلة ولكنه لا يموت بعد أن تدخلت طبيبة ساحرة دنماركية ونجحت في علاجه، بنت الساحرة وكانت شابة جميلة أحبت هاملت، ولكنه زي مانت عارف بيحب أوفيليا، فتطلب الفتاة من أمها أن تفقده الذاكرة كي ينسي أوفيليا ويتفرغ لحبها وهذا ما حدث فعلا، وذات يوم تقابله أوفيليا في الغابة فترتمي علي صدره: حبيبي هاملت.. حبيبك منين يا ست انت.. أنا ما اعرفكيش.. مين الست دي ياسوسو..؟ فتنهار أوفيليا باكية غير أن خادمتها العجوز وكانت تعمل ساحرة قبل خروجها علي المعاش، قالت لها إن هاملت معمول له عمل.. وإنها حتفك العمل ده.. بس لا بد من وجود جدي مصري أو معزة تذبح لإفساد العمل، تحكي أوفيليا القصة لأحد الدبلوماسيين فيرسل رسالة بالحمام الزاجل إلي سفارته في مصر، فترد عليه بأن يرسل مبعوثا إلي القاهرة لاختيار المعزة المطلوبة. فتقرر أوفيليا السفر إلي مصر، وهنا يتاح لنا تصوير مشاهد خارجية جميلة لأوفيليا والخادمة بتاعتها في شرم الشيخ والغردقة، وفي قرية قريبة من الأقصر، تعثر الخادمة الساحرة علي المعزة المطلوبة.. وهنا تحدث المفاجأة، تقع أوفيليا في حب الريس أحمد المراكبي وتنسي هاملت تماما، وتحت ضوء قمر الأقصر تقول له: أحمد.. أنا بحبك يا أحمد.. ومش حرجع الدنمارك تاني.. أنا طول عمري نفسي أتجوز واحد اسمر.. ما عندناش في الدنمارك حد أسمر. فيرد عليها: والله عارف من الأول إن حضرتك حتحبيني.. بس أنا .. متجوز تلاتة.. واحدة هولندية وواحدة انجليزية وواحدة للأسف مصرية.. ومع ذلك.. غير أن خادمتها الساحرة قررت أن تعمل لها عمل يجعلها تكره الريس أحد، فكرهته بشدة وعادت إلي الدنمارك وهاملت.. عملنا كام حلقة دلوقت؟