أظهرت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي بمجلسيه فوز الحزب الجمهوري بأغلبية مقاعد مجلس النواب، بينما عجزوا عن إنهاء أغلبية الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وإن قللوا فارق المقاعد الكبير بين الحزبين ليتقاسم الحزبان السيطرة علي مجلسي الكونجرس. وحسب النتائج التي أعلنت حتي صدور الجريدة حقق الديمقراطيون 51 مقعداً في الشيوخ مقابل 47 مقعداً للجمهوريين ولم تعلن نتائج مقعدين حتي الآن. فيما حقق الجمهوريون 239 مقعداً في مجلس النواب مقابل 183 مقعداً للديمقراطيين فيما لم تعلن نتائج 13 مقعداً، وسط توقعات بارتفاع حصة الجمهوريين إلي 243 مقعداً مقابل 192 للديمقراطيين. وفي مجلس الشيوخ، كان الجمهوريون يحتاجون للحصول علي عشرة مقاعد اضافية لانتزاع الاغلبية من الديمقراطيين، لكنهم اخفقوا في تحقيق هذا الهدف بسبب انتصارات كبيرة حققها الديمقراطيون في فيرجينيا الغربية بفضل جو مانشين وفي كاليفورنيا وخصوصا في نيفادا حيث تمكن زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ المنتهية ولايته هاري ريد من الاحتفاظ بمقعده. وتمكن ريد من الاحتفاظ بمقعده في مجلس الشيوخ عن ولاية نيفادا، بعد الفوز بفارق طفيف علي شارون انجل منافسته الجمهورية المدعومة من الحركة المحافظة المتشددة حزب الشاي في ولاية سجلت الرقم القياسي في معدل البطالة ومصادرة العقارات. كما تغلب الديمقراطي كريس كونز علي مرشحة "حزب الشاي" كريستين اودونيل حيث تمكن من الاحتفاظ بمقعد ولاية ديلاوير في مجلس الشيوخ الذي كان يشغله في السابق جو بايدن نائب الرئيس. وحافظ الديمقراطيون بذلك علي المقعد الذي لطالما شغله بايدن في هذه الولاية الصغيرة في الساحل الشرقي الذي يصوت عموما لصالح اليسار. وتشكل خسارة اودونيل ضربة لحركة "حزب الشاي" الذي وجه انتقادات لاذعة لادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما علي امتداد هذه الحملة الانتخابية التي تميزت بانتعاش اقتصادي خجول. من جهة اخري، لن تضم التركيبة الجديدة لمجلس الشيوخ اي نائب اسود. ومن جهة أخري فاز الجمهوري ماركو روبيو مرشح تيار الشاي المحافظ بمقعد ولاية فلوريدا في مجلس الشيوخ بعد تغلبه علي منافسيه الديمقراطي كندريك ميك والمستقل تشارلي كريست، حسبما ذكرت وسائل الاعلام. وساعدت التوجهات الانتخابية المحافظة ودوائر المحافظين، بالإضافة إلي حركة "حزب الشاي" المناهضة التي ظهرت في العام 2009 الجمهوريين في تحقيق ما يمكن أن يعتبر أكبر فوز لهم في انتخابات الكونجرس منذ عقود. كما خطف الجمهوريون مقعدامهما في مجلس الشيوخ مع فوز رجل الاعمال رون جونسون في ولاية ويسكنسن. وعلي صعيد انتخابات حكام الولايات انتخب الديمقراطي اندرو كيومو (52 عاما) نجل الحاكم السابق ماريو كيومو حاكما لولاية نيويورك متفوقا علي الجمهوري كارل بالادينو. وسيخلف كيومو الديمقراطي ديفيد باترسون الذي لم يترشح والذي اصبح حاكما بعد استقالة إليوت سبيتز عام 2008 بسبب فضيحة جنسية طالته. ومع انتخاب 37 من حكام الولايات الخمسين في انتخابات التجديد النصفي، فإن الجمهوريين أمنوا بالفعل الفوز في ثماني ولايات يحكمها حاليا حكام ديمقراطيون. ولم تحسم منافسات عديدة بعد. وكشف الاقتراع ميلا كبيرا للناخبين الي اليمين خصوصا داخل الحزب الجمهوري نفسه الذي فاز اثنان من التيار المتشدد فيه حزب الشاي، بمقعدين في مجلس الشيوخ. وكان أوباما قد أمضي نهاره أمس الأول في اجراء مقابلات مع اذاعات محلية في الشمال والجنوب حتي اغلاق مراكز الاقتراع علي أمل الحد من فوز الجمهوريين. وقد بذل قصاري جهده لاقناع أنصاره بالتوجه الي مراكز الاقتراع لكنه لم يتمكن من تعبئة الشرائح التي امنت له الفوز في 2008 اي السود والشباب والنساء والمتحدرين من امريكا اللاتينية.