تمرد الفنان طاهر عبد العظيم علي الشكل المألوف الذي تناول به الكثير من الفنانين موضوعات رقصة التنورة، والمولد، وبعض التيمات الصوفية، وهو ما يتضح في معرضه "حركة ولون" بقاعة دروب، فهناك حالة واضحة من التمرد بكل المعاني، فلقد تمرد علي الموضوع والفكرة وعلي أدواته كفنان، في أعماله جاء اللون هو البطل بلا منازع، فرغم التناغم بين الألوان وامتزاجها ما بين الساخن والبارد، واختار عبد العظيم درجاته اللونية بعناية شديدة، خاصة الباردة منها، حفاظا منه علي الحالة الديناميكية والحركة والحيوية بالعمل، فعجينة اللون البارد عنده نابضة، ساعده في ذلك حركة ضربات سكينة اللون التي ترسم حركة دائرية، تجعل المشاهد مشدود دائما إلي داخل اللوحة لا يعرف للخروج سبيلا. التكوينات جاءت خادمة أيضا للون وحركته فرغم تنوع تكويناته ما بين الفرد والجماعة، إلا أنه اختار التكوين والمنظور الذي يدعم فكرة المركزية والحركة الدائرية، التي هي أساس الصوفية، أهم عنصر في لوحاته التنورة نفسها، فملامح الوجه لديه من الحركة لا تستطيع العين تمييزها جيدا، أيضا خلخلة الهواء نتيجة الدوران، تجعل من الخلفية دائما صفحة غير متحققة أو واضحة الملامح، كأنها حلم يسير بعيدا في الأفق، الإضاءة في الأعمال جاءت مجتمعة في مركز اللوحة، هي أيضا إضاءة صريحة لا تؤثر في قوة اللون، فالعجينة اللونية مضيئة من داخلها، حاملة قوة روحية كامنة لا تحتاج لمساعدات خارجية، لكنه في بعض الأعمال لجأ للخط الأسود الرفيع، ليحدد به بعض المعالم وكأنه يحاول الحد من الجموح اللوني.