ستبقي الرشوة سلاحا فتاكا، يقتل الضمائر، ويغتال شرف الرجال، الرشوة موجودة في كل زمان ومكان، فما دام ضعاف النفوس جاهزين للقبض وبيع الضمائر.. فلم لا؟! والرشوة موجودة في كل مجال، وفي كل بلد، لأن البشر ضعاف النفوس، لكنها في كرة القدم وفي الرياضة منتشرة كثيرا، شاهدنا وقرأنا الكثير عن الرشوة في إيطاليا، وبيع المباريات والتلاعب في النتائج لصالح المراهنات، والمكاتب، وقرأنا عن رؤساء أندية تورطوا في قضايا رشاوي رياضية بالملايين. لكن يبقي الحكام هم الأساس لأنهم أصحاب القرار النهائي في تحديد الفريق الفائز، وصافرة واحدة تغير مجري سير الأمور لصالح فريق ضد الآخر، ولصالح مجموعة متراهنيين بعينهم. وجاءت الرشوة الأخيرة لأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي لتفجر آلام الماضي الذي حدث في اللجنة الأوليمبية الدولية من قبل عندما باع بعض أعضاء المكتب التنفيذي ضمائرهم بالملايين من أجل تغيير تصويتهم لمدينة ضد الأخري وكانت الفضيحة مدوية في العالم كله.. الآن انتقلت العدوي للاتحاد الدولي، وهي عدوي قديمة من زمن طويل، لكنها لم تظهر فوق سطح الأحداث إلا بعد ما نشرته الصحف البريطانية وفضحت به مؤسسة الفيفا ودولة كرة القدم التي تصرف آلاف الملايين سنويا، حتي أصبحت دولة الفيفا أغني من دول كثيرة في الكرة الأرضية.. وجاءت الضربة الصحفية البريطانية لتفضح العديد من أعضاء الفيفا فتم إيقافهم، وأصبحت فضائحهم مكشوفة، لكن علي ما يبدو أن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي وهو الزعيم الأكبر في حزب المستفيدين الكروي قد ضحي بأصدقائه من أجل أن يعيش ويمتد عمره في مؤسسة الفيفا.. المصيبة أن من بين المتورطين العربي سليم علولو التونسي وفضيحته.. هي في الحقيقة فضيحة لكل العرب والكرة العربية لكنها في نفس الوقت برهان لا يقبل الشك علي تورط لامبتي الحكم الأفريقي الذي باع واشتري وقبض في لقاء الأهلي والترجي ولأن المباراة في تونس معقل سليم علولو الموقوف المتهم بالرشوة، فمن أدرانا أنه ليس الراشي للحكم لامبتي، فمن يقبض الرشوة.. يسهل عليه أن يدفعها لأنه يعلم كل مفاتيح الدفع والقبض في دنيا الرشوة الكروية!