كثر القيل والقال عن إصلاح التعليم وشكلت اللجان وعقدت الاجتماعات ووضعت المعايير للجودة والاعتماد وتم تدريب بعض المعلمين علي كيفية تطبيقها وجعلها واقعا حيا داخل مدارسنا وعقدت امتحانات الكادر و... و.... لكن كل هذا لم يغير شيئا من الواقع الأليم داخل الكثير من مدارسنا!!!. فمازالت الدروس الخصوصية تنهش ميزانية الأسر والبيوت!! ومازال الكثير من السادة المعلمين لا علاقة لهم بالتربية ولا بالتعليم!! وقلما تجد معلما يوصل قيمة أو مبدأ سليما راقيا إلي طلابه وكأن دفة القيادة لن تكون بين أيديهم في المستقبل القريب!! والحصص الاحتياطي لا تستغل في شئ مفيد والأنشطة التربوية اختفت منذ عشرات السنين ولا أحد يعلم مكانها حتي الآن!! ولجان المتابعة يستطيع أي مدير مدرسة ماكر خداعها بأوراق منمقة وسجلات مزركشة!! وقد وقفت طويلا أمام هذا الوضع المنهار باحثا عن أسبابه وتساءلت ما الذي ينقصنا لإصلاح هذا الخلل!!! فالخطط موضوعة والدولة خصصت ملايين الجنيهات للتعليم والمناهج من السهل تعديل ما يحتاج منها إلي تعديل والنظم الإدارية موجودة ولجان المتابعات علي كل شكل وحجم ولون!! وبرغم هذا فالوضع ينتقل من سييء إلي أسوأ!! وأدركت في النهاية ان السبب الحقيقي وراء عدم ظهور الثمرات المرجوة لأي خطة اصلاحية للتعليم هو وجود هذه الأصناف من الفيروسات البشرية بوفرة داخل الحقل التربوي والتعليمي: الصنف الأول وهم "ضعاف الضمائر" وهؤلاء هم المنتفع الأول من استمرار هذا الوضع المتردي الفاسد لأنه يمكنهم من فعل ما يريدون من التزويع وعدم إجادة شرح المقررات الدراسية وإرغام الطلاب علي الدروس الخصوصية والاستمرار في العمل تحت قيادة إدارية ضعيفة لا تقدر علي اتخاذ قرار صائب أو التصدي لمفسد لعين!! وهذا القطيع يتمتع أصحابه بتبلد عجيب وبرود مستفز ويخرجون ألسنتهم لكل خطة إصلاحية ويقسمون بالأحياء والأموات علي عدم تطبيق شيء منها!! ويقفون لها بالمرصاد ويدبرون المؤامرات القذرة لهدمها وللإطاحة بالقائمين عليها. والصنف الثاني يمكن تسميته "بالفئة المحبطة" وهي طائفة استقر اليأس والاحباط داخل نفوس أصحابها وليس لديهم أدني أمل في نجاح أي خطة اصلاحية!!! وهي طائفة تنعم بظلال وافرة من السلبية العجيبة ويتفقون مع ضعاف الضمائر في عدم الاشتراك أو التعاون في تنفيذ أي خطة اصلاحية وبرغم اختلاف الداعي إلي هذا لا فرق إلا ان النتيجة واحدة وشعارهم "لا أمل.. لا تحاول"!!! والصنف الثالث هم "ضعاف الفهم ومحدودو القدرات العقلية والجسدية" ممن صدأت عقولهم وعمل فيهم الزمان عمله فهؤلاء لا يجيدون فهم شيء من خطط التطوير ولا يحسنون تفسير نشرة إدارية واردة إليهم ولك أن تطلق العنان لنفسك لتتخيل حال مؤسسة تربوية وتعليمية يديرها واحد من هذا الصنف!!! والحمد لله تعالي لدينا منهم أعداد وفيرة تبوأت مقاعد القيادة بحكم التدرج الوظيفي الممقوت!!!