أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود منذ أيام تصنيفها السنوي التاسع لحرية الصحافة في دول العالم للعام 2010 وهو التصنيف الذي صدر تقريره الأول عام 2002م، إلا أن قراءة نتائج ذلك التقرير تطرح عدة تساؤلات حول مصداقية التقرير والمعايير الذي استند إليها في استخلاص نتائجه. وأبرز ما يلفت النظر في التقرير هو ترتيب إسرائيل الذي قالت المنظمة إن الحريات تقدمت بها لتنتقل من المرتبة 150 عالميا عام 2009 إلي المرتبة 132 في العام 2010 لتتقدم 18 درجة رغم ما تمارسه قوات الاحتلال من قمع للصحفيين الفلسطينيين والمراسلين الأجانب في الأراضي المحتلة. ووضع التقرير فلسطين في موقع متأخر حيث ترتيبها عالميا 150 وبذلك تتقدم عليها إسرائيل ب18 درجة رغم اغتيالها للصحفيين المرافقين لأسطول الحرية ومصادرة أفلامهم وكاميراتهم التي لم تعود إليهم حتي الآن والمؤسف هو انحياز التقرير في لغته، حيث وصف فلسطين ب«الأراضي الفلسطينية» لتلافي الاعتراف بها كدولة زاعما أن الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون ناجمة عن الذراع الحديدة لحركتي حماس وفتح وتجاهل الاعتداءات الإسرائيلية مع الاكتفاء بالقول إنها هذا العام أفضل من السابق الذي شهد عملية الرصاص المصبوب ومقتل 6 صحفيين وتدمير ثلاث مؤسسات إعلامية. ورغم ما يتعرض له الصحفيين من قتل واعتقالات وترهيب وضع التقرير العراق في المرتبة 130 عالميا، وجاءت مصر في المرتبة 127 بفارق 3 درجات عن العراق و5 درجات عن إسرائيل. ونقل التقرير الكويت من المرتبة 60 في العام الماضي إلي المرتبة 87 هذا العام بسبب التشكيك بالمحامي والمدون محمد عبدالقادر المحكوم عليه بالسجن في قضايا مرفوعة من شخصيات وصفها التقرير بالمقربة من النظام. وقال التقرير: إن رواندا واليمن وسوريا وبورما وكوريا الشمالية انضموا إلي خانة البلدان الأكثر قمعية في العالم حيال الصحفيين، حيث وضع سوريا في الترتيب 173، بينما جاءت إيران في قائمة البلدان الأكثر قمعية كالعام الماضي حيث احتفظت بالترتيب 173 من إجمالي 187 دولة تأتي في ذيلها إريتريا.