بدأت ايران أمس ضخ الوقود النووي في قلب مفاعل محطة بوشهر النووي، وأعلنت قناة "العالم" التليفزيونية الايرانية الناطقة بالعربية، أنه من المقرر بحسب آخر التقديرات الرسمية ربط أول محطة نووية ايرانية بشبكة الكهرباء في يناير المقبل، بتأخير شهرين عن التاريخ المحدد اساسا في نوفمبر المقبل. ونسبت السلطات هذا التأخير إلي عوامل عدة مثل ظروف الطقس غير المواتية و"تسرب صغير" في جوار المفاعل والتشديد علي اتخاذ جميع تدابير السلامة في إنجاز هذه العملية الجارية تحت إشراف فنيين روس. من ناحية أخري، صرح رامين مهمانباراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، أمس بأن بلاده لم تقرر بعد حضور المحادثات حول برنامجها النووي. وأضاف إن التقييمات مازالت جارية، ليس فقط حول تحديد التاريخ والمكان، لكن أيضا جدول الاعمال. كانت كاثرين أشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي قد اقترحت استئناف المحادثات بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن (الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا) بالاضافة الي ألمانيا، في الفترة من 15 حتي 17 نوفمبر المقبل في فيينا. وعلي جانب آخر، تبدأ إيران مناورات للقوات البرية في أنحاء متفرقة من البلاد وتشارك فيها جميع صفوف القوات البرية للحرس الثوري في المناطق التي تتواجد فيها، ومن المقرر أن تبدأ المناورات بداية العام المقبل. من جانبها، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في تقرير لها أن الولاياتالمتحدة تشن حربا تكنولوجية ضد إيران باستخدام أساليب تخريب صناعي متطورة من أجل تقويض الصناعة النووية الإيرانية. وأكدت الصحيفة أن هذه الجهود بدأت في عهد إدارة جورج بوش، ولكنها تسارعت في ظل رئاسة باراك أوباما، ومنذ سنوات كان برنامج إيران النووي يتباطأ أو يتعطل بفعل اختلالات في التشغيل لم يكن من الممكن تفسيرها، وأدت إلي تشغيل عدد من أجهزة الطرد المركزي أقل مما خططت له إيران في مصنعها لتخصيب اليورانيوم. وفي سبتمبر الماضي بدأ أن فيروس كمبيوتر خطير أثر في الصناعة النووية الإيرانية وفي منشآت صناعية إيرانية أخري، ويبدو أن هذا الفيروس، الذي عرف باسم «ستوكس نت»، كان سبب تخريب صناعي، أو حرب كمبيوتر، طورته وأطلقته دولة وليس قراصنة كمبيوتر مجهولين. ووفقا للصحيفة فإن البصمة الزمنية للفيروس «ستوكس نت» تكشف أنه تم تطويره في يناير 2010 ما يعني أن تطويره وإطلاقه من عمل إدارة أوباما أي أن أوباما قد بدأ حربًا مع إيران. وإلي جانب الولاياتالمتحدة، تحتل إسرائيل مرتبة متقدمة في قائمة الدول التي تملك القدرات ولديها الدوافع لمثل هذا العمل، وحسب تقرير «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن الفيروس «ستوكس نت» خصص لغة محددة، حيث استهدف فقط تجهيزات من صنع شركة «سيمنز» تتحكم بخطوط أنابيب بترول، ومنشآت كهربائية، و منشآت نووية، ومواقع صناعية كبيرة أخري.