إحساس الفنان الجرافيكى المعاصر صالح عبد الصبور، بوجود مشكلة فى مسألة تدريس الفن، سواء للمحترفين خريجى كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية، أو للهواه الباحثين عن أماكن لتعلم الفن، كان وراء قراره بإقامة »منطقة عامة للفن« أو Art zone على كورنيش المعادى لتكون متاحة لكل من يحب الفن ويريد تعلمه. يقول عبد الصبور عن المشروع: بدأ النشاط الفعلى للمنطقة فى فبراير 2009، سبقتها ستة أشهر من التجهيز للمكان، الذى أتحمل تمويله بالكامل، أما على مستوى الإدارة فأفضل أن تكون هناك شراكة، لأننى لا أجيد الفكر الإداري، كما أفضل أن أركز فى التدريب وممارسة العمل الفنى، وخصصت ثلاثة أيام بالأسبوع للجمهور، والثلاثة الآخرى لعملى الشخصي، واليوم الأخير إجازة. حرص صالح على وجود فنانين أكاديميين لهم تجربة فنية قائمة بالفعل، للتدريب بالمكان، فالمسألة من وجهة نظره ليست مجرد تلقين معلومة والحصول على شهادة فقط، وإنما الأهم تعلم التكنيك والقواعد الأساسية للفن، لهذا حرص على أن يكون بالمركز تدريس للرسم والتصوير الملون والنحت والحفر والطباعة والتصوير الفوتوغرافى. وأكد أن جميع الدارسين فى البداية يجب أن يدرسوا الرسم الذى هو الأساس وبعدها يبدءون دراسة القسم الذى يبغونه، إلى أن يصبحوا فى فترة وجيزة قادرين على المشاركة فى الفعاليات الفنية، وهو ما يدعمه المركز أيضا ويعتبره أحد أدواره، فيقول صالح إنه فى عام 2009 قام والمصورة سارة مصطفى مدرس التصوير الفوتوغرافى بالمركز باختيار عشرة من الدارسين للتقدم إلى «صالون النيل الضوئى»، على أمل أن تختار اللجنة عددا منهم، لكن المفاجأة أنه تم اختيار العشرة فعليا، وفاز بالجائزة الثانية للصالون السعيد عاشورخريج المركز، وهناك من خريجى المركز من احترف مهنة التصوير مثل: أحمد سليمان الذى تحول من مهندس نسيج إلى مصور محترف. ويضيف صالح أنه فى مجال الرسم وبعد ثلاثة أشهر استطاعت ناريمان غريب المشاركة بصالون الشباب الدورة الواحدة والعشرين مايو 2010، ورغم عدم حصولها على جائزة، فإن عملها كان محط الأنظار ومحل النقد من المتخصصين، وعن علاقة المركز بالدارسين بعد انتهاء دراستهم يؤكد صالح أنها علاقة ممتدة من خلال اللقاءات المستمرة والتواصل من خلال زيارة المعارض والمتاحف وأتيليهات الفنانين الآخرين لربطهم بالحركة المعاصرة، أيضا التنويه عن جميع الأحداث المحلية والدولية ومساعدتهم للمشاركة فيها، وذلك لأنه بالإضافة إلى أن كل مدرس له تجربته الفنية، لكنه أيضا له مشاركاته الدولية والمحلية، فمن أول المتحمسين للفكرة والتدريس بالمركز الدكتور صلاح المليجى، الدكتور هانى الأشقر، الدكتورة سارة مصطفى. من إنجازات المركز أيضا، التعاون الذى تم بين Art zone ومكتبة ديوان، من خلال تقديم دوراتهم بالمكتبة أيضا بفرع مصر الجديدة التى وجدها صالح قناة جديدة للتواصل والذهاب إلى دارسين جدد قد لا يملكون من الوقت الذهاب للمعادي، وبدأ التدريس فعليا فى عدد اثنين أتيليه بالمكتبة بمساحة جيدة فى سبتمبر 2010، ولاقت الفكرة نجاحا ملحوظا من حيث الإقبال الشديد على الحجز ووجود عدد ليس بالقليل على قائمة الانتظار للدورات التالية، يصف صالح هذه التجربة بأنه سعيد للتعامل مع إدارة ذكية ومتعاونة وكذلك اسم مهم وله مصداقية عند عملائه، والأهم هو أنه هدفهم يتفق وهدفه وهو الجودة للحفاظ على سمعة كل من المركز والمكتبة، فهم يتعاملون مع جميع الفئات والأعمار بدءا من 16 عاما، ومن الطريف أن أحد المتقدمين السيدة نورا التلميذة بقسم الرسم وعمرها 78 عاما.