في سرية تامة يجري تحقيق حول مزايدة الاتحاد المصري لكرة القدم الخاصة ببيع حقوق الاتحاد بالمظاريف المغلقة والتي تقدمت لها سبع شركات وقد ألغاها مجلس إدارة الاتحاد نفسه، برغم أنه أيضا كان قد كلف محمود طاهر، عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة التسويق، بإعداد كراسة الشروط وإطلاق المزايدة. يذكر أن الأمر الذي كشفت عنها الأحداث التي مرت بها عملية بيع حقوق الاتحاد حتي إلغاء المزايدة توضح أن هناك تواطئًا واضحًا بين جهات لا يهمها تعظيم عائد البيع، لكن فقط أشخاص وجهات بعينها، خاصة أن الحقوق المعروضة للبيع واضحة وهي 25 مباراة دولية للمنتخب المصري وبطولة كأس مصر وكأس السوبر بجانب الحقوق الإعلانية التي كانت تستحوذ عليها وكالة الأهرام للإعلان وشعار الدوري أو الكرة المصرية. إلغاء المزايدة بصورة مفاجأة «أربك» المنظومة الكروية والمهتمين بها، خاصة أن هناك شركتين كشفتا عن العرض الخاص بهما هما «صوت القاهرة» و«ميديا لاين» والعرضان بقيمتي 155 مليونًا و162 مليون جنيه علي التوالي مقابل تلك الحقوق والأخطر أن هاتين الشركتين أقرتا بالموافقة علي كل الشروط التي اصطنعها الاتحاد الأفريقي أو غيره. هذا الموقف أحرج الاتحاد المصري لكرة القدم وتحديدا سمير زاهر، خاصة أن الذي وقف وراء الترويج لتلك السلعة تحديدا كان محمود طاهر عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للعبة وأحد الذين يتصفون بنظافة اليد وطهارة الثوب ماليا وغيره، وأعتقد أن اتحاد الكرة فوض طاهر في هذا الشأن أولا للابتعاد عن الشبهات التي عادة ما تنشط عند البيع وأيضا لأن محمود طاهر رأي في الموضوع تحديا شخصيا وفرصة لوضع بصمة في التسويق بالاتحاد عن طريق تعظيم العائد المالي وراء عملية البيع وأيضا رغبته في عمل شيء مميز لصالح اتحاد الكرة وبالتالي اللعبة. إلغاء المزايدة فتح باب الاجتهادات تارة بالاتهام الواضح والمحدد إلي حسن حمدي رئيس الأهلي والمسئول عن وكالة الأهرام للإعلان لسببين أن هناك خصومة شخصية بين حمدي وطاهر تركتها انتخابات الأهلي قبل الأخيرة والكل يعلم أن محمود طاهر وقتها رفض الاستماع إلي حسن حمدي بعدم خوضها، ولكن طاهر خاضها ضد رغبة حسن حمدي علي منصب أمين الصندوق، وما زال شبح محمود طاهر يطارد حمدي حتي تلك اللحظة الأمر الذي دفع حمدي باللجوء إلي كل الطرق لإلغاء مزايدة طاهر لتعظيم عوائد اتحاد الكرة.. ثمة أمرا آخر كان وراء سرعة انتشار ما سبق وتحديدا توقع خسارة الأهرام لمزايدة «طاهر» لبيع حقوق اتحاد الكرة، خاصة أن وكالة إعلانات الأهرام كانت قد استحوذت علي الحقوق منذ بدء تسويقها نظرا لأنها -وقتها- كانت الوكالة الوحيدة القوية المسيطرة علي السوق.. لكن في الآونة الأخيرة ظهرت كيانات إعلانية منافسة قوية الأمر الذي وضع وكالة الأهرام للإعلان في أزمة، حيث لم تعد مسيطرة علي سوق إعلانات الكرة. علي العموم لا أعتقد أن حسن حمدي وراء إلغاء مزايدة طاهر لتعظيم العائد المالي لاتحاد الكرة، لكن هنا داخل اتحاد الكرة من يرغب في ذلك وقرار مجلس الإدارة مؤشر! من ناحية أخري تلقي م.حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة تقريرا من مجلس إدارة الاتحاد عن أسباب إلغاء مزايدة طاهر لبيع حقوق الاتحاد وهي ردود تفاوتت بين التزامات تجاه الاتحاد الأفريقي والفصل أفضل في البيع من الجمع. وأوضح التقرير الأخطاء التي وقعت في المزايدة من الوضع الشكلي.. مثل اشتراط الخبرة وغيره.. كان م.حسن صقر قد تلقي تقريرا من م.محمود طاهر بشأن كل النقاط الخلافية أوضح فيه الثمن المباع في السنوات الأربع الأخيرة للعروض والمتوقع وكشف عن خطاب الاتحاد الأفريقي وأيضا عن خبرة صوت القاهرة التي تعادل عمر التليفزيون وغيره. م.حسن صقر كان قد تلقي خطابا من النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بضرورة التحقيق في ملابسات إلغاء مناقصة طاهر بعد أن تلقي شكوي بذلك من رؤساء أندية متضررين. المجلس القومي يدرس الردود.. وأمامه خياران أولا تحويل الملف إلي الأموال العامة بالردود التي حصل عليها وملاحظات لجنة الفحص بالتفتيش المالي والإداري بالقومي للرياضة علي تقرير زاهر وتقرير طاهر.. أو التدخل لدي الاتحاد بالتوصية بالعودة إلي تكملة مزايدة طاهر.. الأمر سيتم حسمه الأربعاء المقبل والفرصة الأكبر في تحويل أوراق المزايدة للأموال العامة لحسمها.