يداي لا تطاوعني.. وقلبي ينزف دماً.. وغضب شديد مكتوم يفقدني صوابي.. ماذا يحدث في جريدة الدستور. حقيقة لا أكاد أعرف أحدًا من الشباب الزملاء في جريدة الدستور اللهم إلا المشاكس إبراهيم عيسي وصديقي إبراهيم منصور.. موسوعة المعلومات المتحركة.. فقد تزاملنا سنوات عديدة في مجلة «روزاليوسف» تخللتها مناوشات ومناقشات عديدة.. ملتحفة بأثواب كثيرة.. ولكن في مربع عريض من الاحترام والحب.. وأحياناً الغضب.. والاحتقان. وأتذكر أنني قد خاطبت أخي إبراهيم عيسي في بعض المقالات وعبر جريدة «روزاليوسف» ورجوته بمشاعر الصداقة والأخوة.. والوطنية التي يتمتع بها كل مصري تحت سماء هذا الوطن الغالي.. أن يفرق دائما بين نقد الحكومة بأخطائها الفادحة.. وكوارثها المتتالية.. ودفع ثمن هذه الأخطاء من مستقبل المواطن وقوت بيته.. واستقرار حياته.. وبين محاولة تصويب السهام علي مصر كدولة ومؤسسات.. وكان آخرها مناشدتي القلبية أن يترك وزير التعليم الجديد يعيد الانضباط إلي المدارس التي تفشت فيها البلطجة والفوضي.. وهروب المعلم والتلميذ من المدارس. المهم.. أن أخي إبراهيم عيسي كان يري أن النقد البناء.. يبدأ من ضرب أساسات العمارة.. وكنت أري إن كان هناك خلل ما في بعض الشقق لا يستدعي هدم العمارة بالكامل وإعادة بنائها من جديد لما له من عواقب لا يحمد عقباها.. وأقلها أن جميع ساكني العمارة سيفترشون الأرصفة.. وأن مصر ليست بهذا السواد.. واستشهد أخي عيسي بعدة أحداث فارقة مرت بها مصر في الستين عاما الماضية.. بأنه لن يحدث أي فوضي.. وسأرجع لها في مقال لاحق إن شاء القدير. المهم.. زملائي الأعزاء في جريدة الدستور.. دون الدخول في مناقشات لا طائل منها.. من الواضح أن الاتفاق بين رجل الأعمال رضا ادوارد وصديقي إبراهيم عيسي وصل إلي طريق مسدود.. ولكن تبقي الجريدة.. وهي تعني اصدار الرأي الذي بناه الإبراهيمان عيسي ومنصور ومعهما بل في مقدمتهما أنتم الشباب.. فلا يوجد رئيس تحرير علي كوكب الأرض يستطيع أن يصدر جريدة أو مجلة منفرداً. وليس من المنطق والعقل أن يتم حل مشكلة ما والسفينة في عرض البحر.. وإلا سيكون مصيرها الغرق.. بالإضافة إلي النسيان ووضعها في أدراج التاريخ والذكريات.. وأتمني أن يكون شباب المحررين هم الأولي بالحفاظ علي هذا الإصدار حتي ولو بأقل الامكانيات والطلبات الممكنة فقد عشتم ظروفًا أصعب مما يتصورها بشر مادياً ومعنوياً.. ووسط منافسة شرسة مع باقي الإصدارات المتنوعة. هل تعرفون من الأقوي والشجاع.. من يستطيع تحمل المحن والصعوبات في سبيل الوصول إلي الهدف الكبير.. فلا تجعلوا تلاطم الأمواج وأصوات الرعد والبرق.. وضباب الرؤية.. وسط كل هذا تغرق السفينة بكل ما فيها. فلا داعي في لحظة غضب مقدور عليها.. واحتقان له مبرراته.. وأجواء ساخنة تعصف بصرح شيدتموه بأجمل سنوات العمر وأصعب لياليه. وأخيراً.. زملائي في جريدة الدستور.. أنتم في مفترق الطرق.. إما الخروج من هذه الأزمة.. أكثر قوة واصرارًا وتحديا.. بأقلام تسطع بشمس النهار.. وإلا الدخول في ظلام دامس يحكي عن قصصكم الماضية في الندوات والقهاوي وسهرات الأصدقاء. وهذا لمصر وليس للإصدار أو لشخص بعينه. وللحديث بقية إن أردتم