عندما بدأ الإعلان إن صحيفة الدستور سوف تصدر يوميا كنت وقتها أعمل مراسلا لإحدى الجرائد اليومية القومية وعلي الفور اتصلت بالأخ إبراهيم عيسي علي تليفونه المحمول وفوجئت بصوت (عيسي) ألو مين قلت له انا (الوردانى )، ( ورداني مين ) إيه ياعم إبراهيم أنت نسيتني ولا إيه إنا (الوردانى عبد الحافظ ) دستور 95 الإسكندرية. رد عم إبراهيم (ياه أنت فين يا ابني) قلت له إنا موجود حاليا في سوهاج مراسل لإحدي الجرائد اليومية القومية منذ 5 سنوات – أقولك إيه إنا سمعت إن الدستور ح تبقي يومي –رد( عيسي) إن شاء الله يله شد حيلك -وخد تليفون الأستاذ إبراهيم منصور وكلمه واتفق معاه بالفعل لم أتردد لحظة واحدة في الاتصال بالأستاذ إبراهيم منصور وكانت المرة الاولى التي اتحدث معه وقلت له إنني واحد من أبناء الدستور( الإصدار الأول )–واتفقنا إنني انزل القاهرة ونلتقي وبالفعل التقينا واتفقنا إن ابدأ العمل واترك الجريدة القومية من اجل الدستور وبدأت اعمل بالدستور قبل بداية العدد اليومي بشهرين وبدأت مرحلة جديدة من مراحل العمل المليئة بالتعب والمتعة القلق والفخر –أحاسيس كثيرة ومشاعر اختلطت يبعضها البعض ولكن يقينا إن الدستور والعمل بها قد احدث تغيرا كبيرا في حياتي واهم ملامح هذا التغيير هو ما رأيته على وجوه المواطنين عندما يعلم أحدا منهم أنني (الوردانى عبد الحافظ) مراسل الدستور بسوهاج واذ بي اشعر ان هامتي لامست السماء لكوني احد فرسان الدستور قديما وحديثا. كنت احصل على القليل راتبا أو إن صح الاسم مكافأة بالكاد تكفي للمصور الذي يعمل معي – وكان الشي الوحيد الذي يجعلني لا أغضب أو أشعر بالضيق هو ما تقدمه الدستور لقرائها وما تمثله هذه التجربة التي استطاعت إن تجبر المختلف قبل المتفق إن يحترمها ويحترم القائمون عليها بدءا بإبراهيم عيسي مرورا بإبراهيم منصور وخالد السرجاني وكتيبة الدستور وحتى عامل البوفيه شاءت الظروف إنني لم اذهب إلي الجريدة منذ عامين بالرغم من العمل اليومي والتواصل بيني وجميع الزملاء - وتوريط بعض الزملاء مثل محمد بركات أو طارق صبري أو إبراهيم قاسم أو هاني سمير ومحمد السيد في إن يقبض المرتب أو المكافأة ويرسلونها عن طريق البريد الفوري - استمر هذا الوضع حتي بعد عيد الفطر المبارك وكان الزميل محمد بركات رئيس قسم الحوادث يتأهب لدخول قفص الزوجية وكان لزاما علي إن أشاركه هذا اليوم وطبيعي إن أمر واعدي علي الجريدة التي لم أكن قد دخلتها منذ عامين وعندما دخلت الجريدة ووجدت مجموعة من الشباب قائمون على العمل وهم المسئولين عن تنفيذ سياسة الجريدة التحريرية من قبل عيسي ومنصور لم أكن اعرف شادي عيسي أو عمر بدر أو عبد المنعم محمود أو محمد الشواف أو محمد فوزي وحتي باقي الزملاء لم أكن قد التقيت معهم من قبل إلا عن طريق التليفون وصارت صداقة تربطني مع الجميع دعاء سلطان ابنة الصعيد وايمان ابراهيم ابنة عروس البحر وهدي وسمر وايمان وهاجرورنا وإسراء كل هولاء الزملاء علاقتي بهم عن طريق التليفون ولكن عندما رأيتهم تملكني إحساس(غضب شديد) تجاه (إبراهيم عيسي ) و(ابراهيم منصور) كان سبب هذا الغضب إنني وجدت شباب في العشرينيات وأعضاء نقابة وجميع الإخوة رؤساء الأقسام أكبر واحد فيهم ماشي في الثلاثينيات. المهم ذهبت إلى مدينة المنصورة وحضرت فرح الزميل محمد بركات وعدت مرة أخري للجريدة وكان معي الزميل يوسف أبو الوفا مراسل الدستور بمحافظة قنا وقال تعالي نروح نسلم علي الأستاذ إبراهيم عيسي فترددت في الأول وبعد إلحاح من الزميل توجهنا إلى مكتب الأستاذ إبراهيم عيسي فوجدناه جالسا وكان معه الأستاذ محمد علي خير وأراد زميلي يوسف إن يلتقط صورة مع الأستاذ إبراهيم وبالفعل تم ذلك وخرجنا وبعدها عدت إليه وقلت له ياعم إبراهيم ده إنا عندي 42 سنة أنت ناسيني ليه فرد وقال إنشاء الله قريب جدا يا ورداني وقمت أيضا بالذهاب إلي الاستاذ إبراهيم منصور وقلت له نفس الكلام وقال نفس الرد قريب جدا يا ورداني وعندما وقعت كارثة إقالة إبراهيم عيسي من رئاسة التحرير ورفض الزملاء الإقالة ثم الاعتصام وإصرارهم على عودته اتفقت مع الزملاء المراسلين إن نتوجه إلى القاهرة والوقوف مع باقي الزملاء في هذه الأزمة وبالفعل تواجدت بالقاهرة خلال ال10 أيام الأولي مرتين الأولي يومين والثانية ثلاثة أيام وعندما استقلت القطار رقم 890 من محطة رمسيس متجها إلى سوهاج -كنت قد تأكدت إن إبراهيم عيسي كان محقا إن يهتم بتعين بهولاء الشباب لان الذي فعلوه ورأيناه بعيوننا شي لابد إن يجبر الجميع على احترامهم واخيرا اتوجه برسالة لإبراهيم عيسي ومنصور ومن قبلهم زملائي كتيبة الدستور ( عرفت الآن سر خلطة الدستور ولن يستطيع احد مهما كان إن يخترع مثلها او يخترق شبابها)