المتابع للأحداث العالمية المهمة خلال الأسبوع الماضي سوف يلحظ أن هناك في أمريكا اللاتينية وأثر وقوع حادث انهيار منجم واحتجاز أكثر من 37 عاملا ومهندسًا تحت عمق 700 متر لمدة تزيد علي 67 يومًا، وقيام الدنيا واشتغال العقول الهندسية، وتدخل قاعدة «ناسا» للأبحاث والفضاء في الولاياتالمتحدةالأمريكية للمساعدة في الإنقاذ، وتصميم نفق طولي وكذلك تصميم «كبسولة» لإمرارها في خطوط متعرجة للوصول إلي أقرب منطقة من وجود المحتجزين تحت سطح الأرض، ولحظة النجاح التي وصل إليها هؤلاء المهندسون والعلماء في إنقاذ أول رجل، بعد الاتفاق علي تقسيم المحتجزين إلي ثلاث فئات، فئة قادرة وشابة، وهي التي بدأت عملية الإنقاذ لهم، للتجربة، وقدرتهم علي تحمل التجارب الأولية، ثم الفئة الثانية المتوسطة القدرة، والفئة الثالثة هم كبار السن وغير القادرين علي بدء تجربة الإنقاذ ونقلت عدسات التليفزيون في العالم كله عملية الإنقاذ في «شيلي» والتي تحركت معها قلوب وعقول الملايين في أرجاء المعمورة. الحدث الآخر، وهو نقطة الاتصال في نفق سويسرا «أطول نفق في العالم» بطول سبعة وخمسين كيلو مترًا في جبال «الألب» يربط بين الجنوب «إيطاليا» ويصل لعدة دول مثل «ألمانيا» و«النمسا» ووصولا إلي نقطة في «سويسرا». قصة إنشاء هذا النفق تعود إلي حوالي أربع عشرة سنة حينما بدأوا في حفرة من نقطتين نقطة في الشمال ونقطة في الجنوب وكان الالتقاء في تمام الساعة الثانية والنصف ظهر يوم الجمعة الموافق 15 أكتوبر 2010، أي الجمعة الماضية حيث احتفل الأوروبيون ومعهم العالم علي شاشات التليفزيون بهذا اللقاء بين الشمال والجنوب!! تعود قصة الإنشاء إلي رفض «السويسريين» في استفتاء عام، مرور سيارات النقل حاملة التجارة علي طرقها، حيث جميع طرق سويسرا بين الجبال، وعلي سفوحها، حيث هذه الدولة الرشيقة الرائعة مقامة علي جبال «الألب» وسفوحه ووديانه، وبالتالي رفض الشعب أن يكون النقل البري علي طرقه بهذه الكثافة وفكرت الإدارة بالتعاون مع دول المصلحة المشتركة بإنشاء هذا النفق الكبير للسكك الحديدية لنقل التجارة، وإلغائها من الطرق البرية، وبدأت الأعمال الهندسية لحفر النفق «57 كيلو مترًا» منذ أربع عشرة سنة وكان الاحتفال بالانتهاء من حفر النفق ووصل الشمال بالجنوب يوم الجمعة الماضي. هذان الحدثان، نفق Gotthrr Raill في سويسرا، وأيضا النفق الرأسي الذي أنشئ لإنقاذ حياة 37 عاملاً في منجم في «شيلي»، يدل علي أن الهندسة الاستشارية والاهتمام بالمكون المهني والعلمي، في البلاد شيء يجب أن تهتم به الدول الراغبة في التقدم وفي الازدهار، ولعل هذين الحادثين في العالم خلال أسبوع واحد مضي، تعطي لنا دلالة جديدة علي أهمية العلم والهندسة الاستشارية في بلادنا ووجوب الاهتمام بهما!!