قال جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأدني في لقاء مع مجموعة من الصحفيين المصريين إن الولاياتالمتحدة ليست منوطة باتخاذ القرارات المصرية، وأنها تدرك أن البيانات التي تصدر عن واشنطن بخصوص مصر قد لا تلقي القبول جميعها لدي القاهرة.. وأن لكل طرف مصالحه.. ولكل دولة ثقافتها.. ولكن إذا كنا ندعو إلي مجموعة المبادئ العامة التي يطالب بها الرئيس أوباما فيما يخص حقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الاجتماع.. فإنه ليس لدينا مرشحون أمريكيون في الانتخابات المصرية.. ولكننا نأمل أن تكون عادلة وأن يتمكن الناخبون المصريون من اختيار مرشحيهم الذين يريدونهم. العلاقات المصرية - الأمريكية وصف فيلتمان العلاقات المصرية- الأمريكية بأنها عريقة ومتواصلة وقال إن المباحثات التي أجراها في القاهرة تأتي في إطار الحوارات الاستراتيجية بين البلدين، وقال إن مصر دولة قائدة ولعبت دورًا رائدًا في الشرق الأوسط ولها دور قيادي في مجموعة ال77 وتحظي بثقل.. واهتمام.. ومن ثم فإن أصدقاء مصر في الولاياتالمتحدة سوف يتابعون الانتخابات المصرية ويتمنون أن تكون مميزة. وقال: لا يمكنني أن أقول إن هناك أمريكيا يعرف عن مصر أكثر مما يعرف المصريون ونحن نحترم ثقافتكم.. ووجه كلامه إلي الصحفيين الذين انتقدوا اعتماد الولاياتالمتحدة علي تقارير منحازة والبيانات التي تصدر عن الخارجية الأمريكية ووصفوها بأنها تتدخل في شئون مصر: لدينا مصادر مختلفة للمعلومات ولا نعتمد علي مصدر واحد.. وفي مصر صحافة حيوية وسوف أنقل وجهة نظركم إلي الولاياتالمتحدة.. مؤكدًا أن الإعلام هو حامي الحقوق المدنية وأنه يقف ضد إساءة استخدام السلطة الذي يمكن أن يكون موجودًا في مصر، كما يمكن أن يكون موجودًا في الولاياتالمتحدة. تقارير حقوق الإنسان أضاف: إن تقارير حقوق الإنسان تثير الذعر لدي كل الحكومات.. لكن حقوق الإنسان ليست مؤامرة.. ولا توجد مواسم أمريكية للهجوم علي مصر.. ولكن الانتخابات أصبحت صناعة وحرفة علي مستوي العالم.. والمراقبون يقومون بمتابعة الأمور التي تثير الشبهات وقد حدث هذا في انتخابات بوش. الخطر الإيراني وعلق فيلتمان علي مسألة ما يقال بخصوص العلاقات المصرية- الإيرانية فأوضح أن الخطر الذي تمثله إيران تعرفه قوي مختلفة في العالم وليس الولاياتالمتحدة وحدها.. وأن القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن لم تصدر من واشنطن فقط.. وأنه يثق أن مصر سوف تراعي المعايير الدولية فيما تقوم به. وبخصوص زيارة أحمدي نجاد إلي لبنان.. قال فيلتمان: هذا أمر يخص لبنان في إطار علاقاته الثنائية مع إيران.. متروك لبيروت أن تري ما يخصها.. ولكنني من واقع خبرتي السابقة أعرف لبنان جيدًا ومجتمعه المدني الحيوي.. وأتمني من الرئيس نجاد أن يتعلم من هذا المجتمع المدني ومن تنوع الآراء في لبنان ومن تعدد الاتجاهات في الإعلام ومن الاستماع إلي كل الآراء. وقال: إن من مصلحة الولاياتالمتحدة أن يسود السلام في المنطقة وبما في ذلك السلام بين سوريا وإسرائيل.. وقد أجرينا حوارًا مع دمشق.. ونحن نأمل أن تقوم سوريا بدور بناء في تغيير المناخ بشكل إيجابي من أجل ملفات السلام في المنطقة.. إن بيننا الكثير من الاختلافات.. ويمكننا أن نتغلب عليها.. ولكنني لا أقلل من هذه الاختلافات.. وقد أتيحت لسوريا الفرص مرارًا وتكرارًا.. وهي تعرف أن علاقتنا بها مرتبطة بمدي حرص أصدقاء سوريا في لبنان علي الحفاظ علي استقرار أراضيه. القضية الفلسطينية وحول الملف الفلسطيني قال فيلتمان: هناك إحباطات كثيرة ونحن ندرك أن السلام لن يكون الوصول إليه أمرًا يسيرًا.. والوضع الحالي، كما قال الرئيس أوباما، لا يخدم الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.. وعملية تأجيل الوصول إلي حل بخصوص إعلان دولة فلسطين لن يخدم مصالح أحد وبما في ذلك الولاياتالمتحدة.. وحين تحدث الرئيس أوباما عن مفاوضات مباشرة لمدة عام من أجل الوصول إلي سلام فإنه لم يكن يتكلم عن هدف ساذج، وإنما عن طموح، وأن ننتقل من الكلام إلي العمل.. ونحن ندرك أن العمل ليس سهلاً. وتناول مسألة المستوطنات وقال إن موقف الولاياتالمتحدة معروف منها.. ولكن حل مشكلة المستوطنات لن يكون إلا من خلال الوصول إلي اتفاق يتعلق بالحدود بين الدولتين وقتها سوف يتقرر مصير المستوطنات ولكي نصل إلي الحدود لابد أن يستمر التفاوض.. نحن في حاجة إلي اتفاقات تضع الحدود.. ليس اجتماعًا هنا واجتماعًا هناك وإنما نحتاج إلي كثير من الزخم والوصول إلي حلول ترضي الجانبين.. نحن لا نتكلم عن مشكلة مستوطنات فقط وإنما عن بلوغ حل الدولتين. العمل العربي المشترك وقال السفير حسام زكي المتحدث باسم الخارجية: إن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة زيارة مهمة لأنها تطرقت بشكل تفصيلي إلي عدد من الأمور الخاصة بالأوضاع في إقليم المشرق العربي، وإنه كان هناك حوار معمق حول الرؤي المصرية - الأمريكية تجاه هذه الأوضاع . وردا علي سؤال حول تزامن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مع زيارة مساعد وزير الخارجية الامريكية جيفري فيلتمان وارتباط هذا التزامن بمستجدات الوضع في المنطقة قال زكي إن مصر والسعودية تربطهما علاقة خاصة، ولديهما تنسيق مستمر ورؤي متشابهة الي حد كبير في تقييم الأوضاع في المنطقة، ولذلك من الطبيعي أن تكون هناك اتصالات وزيارات متبادلة علي مختلف المستويات. من ناحية أخري، تتوالي تحفظات عدد من الدول العربية علي قرار تفعيل منظومة العمل العربي المشترك الصادر عن القمة العربية الاستثنائية التي انعقدت بمدينة سرت الليبية قال إن مصر لديها خط واضح لأنها كانت جزءًا من اللجنة الخماسية التي وضعت التوصيات أمام القمة العربية الاستثنائية الأخيرة، والرئيس مبارك شارك في القمة الخماسية التي اعتمدت هذه التوصيات وبالتالي فمصر تؤيد هذه التوصيات وساهمت في عرضها علي القمة. وأضاف: إن ما حدث كان أمرا مختلفا والرغبة في طرح أمور إضافية عن هذه التوصيات والنقاش أفضي بأن الدول التي لم تكن ترغب في تغيير الوضع الحالي وجدت نفسها تتحفظ علي ما تم الاتفاق عليه. وأوضح زكي أن المسألة سوف تحتاج الي عمل اضافي، معربا عن اعتقاده بأن الحكمة تتطلب منا أن نمنح أنفسنا وقتا نعمل خلاله من أجل تقريب وجهات النظر حتي يمكن للجامعة العربية أن تسير دائما بسرعة واحدة لا بأكثر من سرعة.