تمسكت برغبتي في زيارة حديقة حيوان، حيث كنت في زيارة لمدينة «لوس أنجيليس» الأمريكية ضمن مجموعة من الأصدقاء ورغم ما تتنوع به هذه المدينة من مواقع تستحق الزيارة مثل مدينة «والت ديزني» و«يونيفرسال استوديو» وقاعات الفن الحديث والقديم، ومتاحف العلوم والفنون الأمريكيةالغربية وعلاقتها بالمكسيك وأمريكا اللاتينية. ومع ذلك فإنني تمسكت بزيارة حديقة الحيوان وضحك من معي، وكذلك الأصدقاء الذين تواجدوا في جلساتنا سواء قبل تلك الزيارة المرتقبة (للحديقة) أو بعدها ولعل اللقاء الذي تم بيننا وبين بعض المصريين العاملين في مدينة «لوس أنجيليس» (المقيمين) أو الذين جاءوا لقضاء بعض الأعمال وأهمهم الشاب الفنان «محمد كريم» الذي تصادف وجوده ومقابلته معنا في قهوة ملحقة بفندق «فورسيزونس» «ويل شير» الذي مكث معنا أكثر من ساعتين حيث يقوم بدور بطولة في فيلم أمريكي، لعله سيكون له صدي في مجال السينما المصرية وخروج شاب من نطاق المحلية إلي العالمية. وأيضا في هذا اللقاء تعرضنا لزيارة تمسكت بها لحديقة حيوان المدينة، كانت أيضا مثارًا للضحك ولعلي أكون صادقا حينما أقول إن أصدقائي طاوعوني مراضاة (لطلبي) وجاءوا معي إلي هذه الزيارة، التي بدأت بأن طلبنا (تاكسي) وكان سائقه من جذور شرق أوسطية وحينما سألناه الذهاب إلي حديقة الحيوان، ابتسم الرجل ونظر حولنا حيث لم يجد بيننا من هو في سن الطفولة وسألنا مرة أخري، مؤكدًا فهمه لطلبنا بأننا نرغب في زيارة حديقة الحيوان، فقلت له مؤكدًا فهمه نعم- حديقة الحيوان! وأثناء الطريق سأل الرجل مرة أخري ربما تريدون الذهاب إلي حديقة حيوان (سان دييجو) وهي حديقة مفتوحة ولكنها تبعد عن «لوس أنجيليس» نحو ثلاث ساعات، ولكنني فورًا قلت: لا حديقة حيوان المدينة ووصلنا بعد نحو نصف ساعة إلي ساحة كبيرة جدا لانتظار السيارات وكان اليوم هو نهاية الأسبوع وطوابير من الزائرين أمام منافذ التذاكر، والكل تقريبا يصطحب أطفالاً من سن الرضاعة حتي ما قبل العاشرة تقريبا، ونحن مجموعة من الأصدقاء أصغرنا فوق الخمسين عاما بكثير. وبدأنا مشوار الزيارة الذي تمسكت به وكانت المفاجأة بأن الحديقة تقريبا خالية من الحيوانات! شيء لم أصدقه، حيث الطرقات بالقطع نظيفة جدا ومرصوفة بالبازلت المطعم في بعض الأماكن بالألواح الخشبية القديمة، وأيضا مناطق خضراء رائعة تنحدر من مكان وتعلو في مكان آخر، ولافتات تشير إلي أنواع عظيمة من الحيوانات مثل «الغوريلا» و«الأسد» و«البجع» وغيرهم من نجوم الحدائق الحيوانية، إلا أن كل قسم من هذه الأقسام لا نجد فيه إلا شبه حيوان جالس ينتظر وصول الزوار لكي يتمتع هو (الحيوان) برؤيتهم، والجميع ممسكون إما بأقماع الآيس كريم، أو بزجاجات المياه الغازية والكل يستعرض نفسه ومن معه أمام الحيوان الوحيد المالك لقسم من أقسام الحديقة، إلا أنه في تجمع صغير قدمت فتاة مدربة للطيور مشهدًا جميلاً، ينصاع الطائر لطلبها وإشارتها وبينهما لغة خاصة، وأسميتها بنت سيدنا سليمان عليه السلام، وانتهت الزيارة إلا أنها لم تنه حالة السخط من أصدقائي وتمسكهم بسوء اختياري، ونزعوا عني قيادة المجموعة وقبلت ذلك راضيًا!