لاعتبارات الفارق الزمني بين القمة العربية الأفريقية الأولي التي انعقدت في القاهرة عام 1977 والقمة الثانية التي استضافتها أمس مدينة سرت الليبية، اشتملت كلمة الرئيس حسني مبارك في افتتاح القمة علي رصد التحولات التي شهدها العالم وحجم التحديات التي واجهها في مختلف المجالات. وحذر الرئيس من محاولات تصوير أي نزاع في المنطقة علي أنه نزاع عربي- أفريقي والتغاضي عن مسبباته علي نحو ما حدث في دارفور. وقام الرئيس مبارك بنشاط مكثف علي هامش القمة، إذ التقي في مقر إقامته الرئيس السوداني عمر البشير لبحث آخر تطورات الوضع في السودان مع اقتراب إجراء استفتاء الجنوب وهو ما سيستكمله وزير الخارجية أحمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان بزيارة خلال الأيام المقبلة إلي الخرطوم وجوبا. وضمت أجندة لقاءات الرئيس كلاً من الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس وفد البحرين الشيخ محمد بن مبارك. وكان الرئيس مبارك قد أمر بالإفراج عن المشجعين التونسيين المتهمين بإثارة الشغب في مباراة الأهلي والترجي الأخيرة، وقال السفير سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة: إن قرار الإفراج تأكيدًا للعلاقات الودية بين مصر وتونس. إلي ذلك تواصلت تبعات القمة العربية الاستثنائية التي استضافتها سرت أمس الأول، إذ كشفت مصادر عربية ل«روزاليوسف» عن حالة غضب خليجية عارمة بسبب ما اسمته المصادر محاولة فرض بروتوكول تطوير العمل العربي ليتم اعتماده وإعلانه دون إتاحة الفرصة لممثلي دول الخليج بعرض وجهات نظرهم كاملة. وقالت المصادر: إن المندوبين الخليجيين تعرضوا لحالة من «التربص» الواضح داخل القاعة من جانب المعسكر الذي حاول فرض البروتوكول الذي تحفظت عليه دول خليجية خاصة فيما يتعلق بالتبعات المالية المترتبة علي التطوير. وفي مؤتمر صحفي عقده علي هامش القمة قال وزير الخارجية أحمد أبوالغيط: إن بعض الأفكار التي طرحت كوضع الأراضي المحتلة تحت الوصاية الدولية تحتاج إلي دراسة متعمقة ومدققة لأنها أفكار تؤذي الفلسطينيين ولا تخدم القضية الفلسطينية.. مشيرًا إلي أن مسألة دول الجوار العربي تحتاج إلي مزيد من البحث والدراسة. وفي ذات الشأن قالت مصادر عربية في القاهرة ل«روزاليوسف»: إن إيران تسببت في إرجاء مقترح أمين عام الجامعة عمرو موسي بشأن رابطة الجوار لانقسام مواقف الدول العربية حولها، إذ أيدت سوريا وقطر والجزائر والسودان انضمامها في حين رفضت غالبية الدول هذا الاتجاه متهمة طهران بالعمل علي زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية. متابعة شاملة تحقيقات وحوارات