كتبت الأمس عن علاقة الأخين توماس وهينرش مان، وكلاهما من أشهر كتاب القصة في العالم. كان السبب هي جملة كتبها توماس مان في إحدي رواياته وهي «نحن نسبب ما يبدو أنه يحدث لنا».. هذا بالفعل ما ذكره مرات عديدة أحد علماء الذرة الأمريكان الذي تم تكريمه علي أعلي مستوي وهو الأستاذ الدكتور «جون أرشبالد ويلر» عندما كان يشرح أحد أهم التجارب في ميكانيكا الكم التي هي أساس جميع العلوم الذرية وعلوم الطاقات العليا. محتوي التجربة ببساطة هو التالي: عندما ندرس الأشكال الناتجة من تعريض شاشة فوتوغرافية لمصدر من الإلكترونات أو الفوتونات الضوئية.. نري أنها تتكون من دوائر أو حلقات من الضوء تتبعها حلقات من الظلام، وهذا بشكل منظم ومميز في التنظيم لا يتناسب بتاتا مع العشوائية التي أطلقت بها الفوتونات أو الإلكترونات. هذه تجربة معروفة منذ زمن بعيد وقبل اكتشاف الإلكترون، ولكنها كانت إثبات الطبيعة الموجهة للضوء، وهي الفكرة التي تبناها العالم الإنجليزي «توماس ينج» ليثبت في المعمل أن نظرية «نيوتن» التي لم يكن لها في وقته أي إثبات عملي والتي تري أن الضوء يتكون من حبيبات أو جسيمات صغيرة هي نظرية خطأ. طبعا تجربة «توماس ينج» كانت مقنعة لحد كبير جدا، وتفوقت بذلك علي فكرة نيوتن إلي أن جاءت نظرية الكم وتقدمت الأجهزة العلمية إلي حد أن استطاعت إنتاج مدافع لإطلاق فوتونات منفردة من النور، وعلي الرغم من ذلك كانت نتيجة التجربة هي نفس ما نشاهده في تجربة توماس ينج أي أنه بعد إطلاق عدد كبير جدا من الفوتونات المنفصلة يتكون شكل علي الشاشة الفوتوغرافية يدل علي أن الضوء موجات وهذا تضارب واضح حيث إننا لم نطلق موجات وإنما أطلقنا فوتونات حبيبية، بالإضافة إلي ذلك لو استبدلنا المدفع الضوئي بمدفع إلكتروني فإن النتيجة تظل نفسها، حيث تتكون علي الشاشة أشكال موجات متداخلة من الإلكترونات، هذا يعني أن الإلكترونات تتصرف في هذه التجربة كما لو كانت حبات من الضوء. .. ونكمل غدا