كثيراً ما أريد أن أتحدث عن تلك المظاهر الطيبة التي تبدو في العلاقات ما بين مصر والدول الأوربية علي اختلاف مشاربها السياسية، وإن كانت جميعها تقريباً اليوم تخضع لنظم و قواعد ولوائح ارتضاها (الأوربيون)، تحت مسمي الاتحاد الأوربي ، علم واحد، وعملة واحدة، وحدود مفتوحة، وأسواق مفتوحة، ووسائل مواصلات طويلة مشتركة، ومع ذلك احتفظت كل دولة بعلمها الوطني، وكذلك ثقافتها الموروثة وعاداتها وتقاليدها وأدبها الشعبي (الفولكلور). ولقد حافظت مصر علي مر عصورها بعلاقات قوية مع تلك الدول وخاصة المشترك منها في الإطلال علي حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي عهد الرئيس "مبارك" توطدت تلك العلاقات السياسية والاقتصادية خاصة مع دول حوض المتوسط وأهم تلك الدول التي تميزت علاقاتنا بها سياسياً واقتصادياً «إيطاليا»، و«فرنسا»!! وكانت العلاقات الشخصية بين الرئيس «مبارك»، وقرينه في فرنسا «ساركوزي» ومن قبله «جاك شيراك»، هي من دعامات و قوة تلك العلاقات، و إشتراكنا سوياً (مصر و فرنسا) في قيادة «من أجل المتوسط» وهو التجمع الذي يهدف إلي رفع درجة التعاون بين دول حوض المتوسط إلي أعلي درجات من التعاون المشترك. كما أن تلك العلاقة الخاصة جداً التي نشأت بين الرئيس "مبارك" ورئيس الوزراء الإيطالي "بيرلسكوني" كان لها من الأثر الطيب علي مناخ الأعمال، حيث تعتبر إيطاليا هي الدولة الأولي في حجم العلاقات الاقتصادية المصرية الأجنبية من بين دول العالم و خاصة أوربا وأمريكا. وقد أثرت تلك العلاقة الطيبة بين الرئيس "مبارك" ورئيس وزراء إيطاليا، علي تحسين مناخ العمل وسهولة الحياة للجالية المصرية الكبيرة التي تشارك في الحياة الاقتصادية والعلمية والفنية في إيطاليا، وربما لأنني قد عشت فترة طويلة من حياتي أثناء دراستي العليا في روما، في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وتأثرت تأثراً بالغاً بالثقافة الإيطالية، بل أدعي أنني قد عايشت المجتمع الإيطالي معايشة كاملة، حيث كانت دراستي علي نفقتي الخاصة، ومن ناتج جهدي وعملي في أعمال متعددة فلقد كان اكتسابي للغة وللثقافة الإيطالية من الشارع الإيطالي وخاصة روما، له أثر بالغ علي أسلوب حياتي فيما بعد!! و لعل من زياراتي المتكررة لهذا البلد، و عبر اتصالي به لوجود أصدقاء بل أكثر من أصدقاء حيث كانت تلك الأسر التي عشت بينها طيلة سبع سنوات في بداية حياتي العملية، قد صنفت تلك العلاقة (بالأسرية)، ومازالت حتي اليوم هذه العلاقة حميمة في أسلوبها، أشهد بأن تغيراً شديداً قد ظلل العلاقات المصرية الإيطالية، خلال السنوات العشرين الماضية، لتلك العلاقات الرئاسية القوية، والاحترام المتبادل بين البلدين. ولعل دماثة خلق الرئيس «مبارك»، وخبراته السياسية جعلت من القادة الأوربيين في هذه الآونة يتخذون من الرئيس "مبارك" موقف (المعلم) ، بل إن منطقة الشرق الأوسط، بما تحمل من آلام و أحلام و آمال، هي بالنسبة لأوربا عمق استراتيجي، فإن «مبارك» هو الفهرس و هو المرجع لهؤلاء القادة الأوربيين، كل ما نتمناه بل ما أتمناه أن تنعكس تلك العلاقات علي أسلوبنا في إدارة شئون الحياة في بلادنا مثلهم!!