من الواضح أن إبراهيم عيسي (رئيس تحرير جريدة الدستور) مصمم علي أن يقوم بدور (الشهيد) الذي يرتدي عباءة المعارض. من حق إبراهيم عيسي أن يكون معارضاً سياسياً.. ولكن ليس من حقه أن يكون معارضاً علي حساب هذا الوطن.. فيما يخص استقراره الوطني والاجتماعي من جهة، وتماسك شعبه من جهة أخري. في تجربة جريدة "الدستور" الأولي منذ عدة سنوات.. قام إبراهيم عيسي بنشر خبر يتعلق بتهديد حياة بعض رجال الأعمال المسيحيين المصريين، وهو ما ترتب عليه إغلاق الجريدة. وهو ما استغله إبراهيم عيسي حينذاك للترويج علي أنه شهيد الصحافة المصرية، مما جعل البعض يعتبره رمزاً لحرية الفكر والتعبير. واليوم يقوم إبراهيم عيسي بتجاوز أقل ما يوصف بأنه إجراء غير مسئول صحفياً وغير منضبط وطنياً حيث قام بالأمس بنشر مقال د.محمد سليم العوا الذي منعت جريدة "المصري اليوم" أو تم منعها من نشره خلال الأسبوع الماضي بعد أن نشرت الجزء الأول منه.. استكمالاً لحالة السجال الطائفي البغيض الذي بدأته بنشر تصريحات الأنبا بيشوي، ثم تعقيب محمد سليم العوا عليه.. أستطيع أن أتفهم المحاولات المتعددة التي قامت بها جريدة "المصري اليوم" لمحاولة الترويج لأسباب كثيرة.. تبدو منطقية للوهلة الأولي عن منع استكمال نشر مقالات العوا.. خاصة إذا كان هذا المنع تم بناء علي طلب جماهير القراء الغفيرة. وفيما أظن أن جريدة "الشروق" تحديداً قد قررت هي أيضاً منع نشر مقال العوا الممنوع في النشر بجريدة "المصري اليوم" تجنباً لفتح أزمات طائفية جديدة وموازية لما قامت به "المصري اليوم" من قبلها.. رغم علاقتها الجيدة بمحمد سليم العوا. لقد قرر إبراهيم عيسي أن يلعب بالنار التي يعرف جيداً.. أنها ستطوله شخصياً.. بعد أن بدأ يتردد في الكواليس بوادر الاستغناء عنه من رئاسة تحرير "الدستور"؛ فقرر أن يقوم بإجراء استباقي.. يجعله في حالة استبعاده من رئاسة تحرير الدستور.. شهيداً لحرية الرأي والتعبير. رغم أنه شهيد تصرفاته وقراراته بالدرجة الأولي. أعتقد أن قرار إبراهيم عيسي بصفته الحالية كرئيس تحرير لجريدة "الدستور" بنشر ما لم يتم نشره في جريدة "المصري اليوم" وغيرها.. قد أخطأ بشكل مقصود في تقديري.. لأنه قام بإرادته المنفردة بدق المسمار الأخير في إعلان نهاية رئاسته لتحرير جريدة "الدستور" بشكل (شيك) لا يرتبط فقط بمقتضيات أصحاب الجريدة الجدد وتوجهاتهم؛ بقدر ما يرتبط بمساحة الحرية في الجريدة حسب وجهة نظر إبراهيم عيسي. وهو ما رتبه إبراهيم عيسي بشكل جيد ومرتب.. ليظهر وكأنه (ضحية) حرية الرأي والتعبير مثلما فعل مع تجربة "الدستور" الأولي. إنها مسرحية طائفية عبثية في اعتقادي قام ببطولتها بجدارة كل من: الأنبا بيشوي ود.محمد سليم العوا، وقامت كل من: جريدة المصري اليوم وجريدة الدستور.. بإخراجها للرأي العام باقتدار لا مثيل له. وسوف تشهد الأيام القادمة.. العديد من المفاجآت، وأيضاً التوقعات.