يرصد كتاب المؤرخ الأمريكي فريد إنجليس تاريخ الشهرة وتطور مفهومها منذ القرن الثامن عشر في هوليوود وحتي اليوم، فالتكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام الاجتماعية مثل ،يوتيوب وفيس بوك وتويتر، فرضت مفهوما جديدا للشهرة إذ لم تعد تقتصر علي المميزين في أي من ألوان الفنون أو الآداب أو العلوم أو السياسة بل امتدت للأشخاص العاديين فبإمكان أي شخص في عصرنا الحصول علي قدر معين من الشهرة في دقائق معدودة عن طريق نشر الصور ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية له علي الإنترنت والتصرف بعدها مثل المشاهير. يوضح الكتاب أن النقلة الكبري في مفهوم الشهرة ومقاييسها كانت بسبب تلفزيون الواقع أو Reality TV فقد أحدثت برامج تليفزيون الواقع ثورة في مجال الشهرة والانتشار بسبب شعبية التليفزيون وعدم وضعه لخطوط فاصلة بين المشاهير والموهوبين والأشخاص العاديين الذين يوافقون بمحض إرادتهم علي فك الحصار عن خصوصيتهم وبث حياتهم الكاملة كنوع من أنواع التسلية لإرضاء فضول البعض وتحقيق الشهرة للبعض الآخر من الأشخاص العادية التي ترغب في أن تعيش الحياة البراقة للمشاهير بصرف النظر عن استحقاقهم لذلك. يبدأ إنجليس حديثه عن المشاهير من منتصف القرن الثامن عشر والتاسع عشر في أوروبا بما في ذلك الأديب الإنجليزي صامويل جونسون والشاعر الفرنسي بودلير والأمير ريجنت ويوضح إنجليس أن المشاهير في السابق كانوا يعكسون بعضاً من أفضل جوانب التاريخ الحديث نفسه، إذ إن المشاهير وقتها كانوا ليس فقط يعملون علي ترفيه المجتمع ولكن كذلك كانوا يمدونه بالأخلاقيات وأسس المعاملات الاجتماعية، فقد كانوا قدوة لباقي فئات الشعب بعكس الوضع الحالي التي لم تعد فيه الشهرة مرادفا للمستوي الأخلاقي الرفيع. ويقول إنجليس إن المشاهير في الماضي كانوا بمثابة أنصاف الآلهة في مجتمعاتهم بعكس هايدي وسنوكي أبطال مسلسل الواقع "جيرسي شور" الذين أصبحوا رمزاً للازدراء في أمريكا، فأبطال الشاشة الفضية الذين شب إنجليس علي صورتهم اللامعة مثل مارلين مونرو وكاري جرانت جذبوا العيون وبهروا العالم بفن ممتع انعكس ببريقه علي المجتمع وأخلاقياته وقيم الجمال فيه،أما المشاهير وأنصاف المشاهير الذين لمعوا من خلال الإنترنت وبرامج تليفزيون الواقع جعلوا المفاهيم الأخلاقية والثقافية علي المحك واختزلوا الشهرة في الفضائح والابتذال. ولا يركز إنجليس علي المشاهير سيئي السمعة مثل هتلر وموسوليني إلا أنه يذكرهم كمثال علي المشاهير السيئين ذوي الشهرة والسلطة والسمعة السيئة في محاولة منه للتأكيد علي أنه لا يعني انتقاد مفهوم الشهرة حاليا بقدر ما يعني انتقاد المستجدات التي أحدثت خلطاً في الأوراق والمفاهيم وانتقاد فكرة أن الشهرة ميزة أو نعمة مطلقة فقد تكون الشهرة في بعض الأحيان نقمة.