أثار خطاب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي تضمن رؤيته لتسوية النزاع مع الفلسطينيين عاصفة من الخلافات والسجالات داخل أركان الحكومة الإسرائيلية التي تبرأت من مضمون الخطاب. ودعا ليبرمان في خطابه إلي التخلي عن «مبدأ الارض مقابل السلام» مقترحا إجراء تبادل أراض بسكانها في اشارة لجعل قسم من عرب 48 تحت إدارة السلطة الفلسطينية مقابل ضم إسرائيل لمستوطنات الضفة، مشيرا إلي أن التوصل لاتفاق سلام قد يستغرق بضعة عقود وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان أصدره أمس إن خطاب ليبرمان لا يمثل موقف الحكومة الإسرائيلية مؤكدا أن وزير الخارجية ألقي الخطاب بدون التنسيق معه. وأوضح نتانياهو أنه هو الذي يدير المفاوضات المباشرة وأن التدابير المختلفة من أجل السلام سيتم تحديدها فقط حول طاولة المفاوضات وليس في أي مكان آخر. من جهته تنصل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي التقي أمس مع المبعوث الامريكي جورج ميتشيل من خطاب ليبرمان، موضحا أنه لا يعكس موقف الحكومة وحزب العمل، الذي يرأسه مؤكدا أن ليبرمان يخلق ذريعة لإحراج إسرائيل وذكرت صحيفة «هاآرتس» أن العديد من قادة اليهود الأمريكيين أعربوا عن غضبهم الشديد من ليبرمان وطالبوه بالاستقالة ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن سيمور ريتش أحد قادة اليهود الامريكيين قوله إذا لم يستطع ليبرمان الاحتفاظ بآرائه الشخصية لنفسه فعليه أن يقدم استقالته فيما قال آخر كل مرة يتحدث فيها ليبرمان عن شكوكه في عملية السلام يقوض مصداقية نتانياهو. ورد ليبرمان علي هذه الانتقادات قائلا: إن خطابه يتماشي مع الخطوط العريضة للحكومة الاسرائيلية وتساءل عن أسباب هذه الانتقادات رغم أن أحدا لم يحتج علي إيهود باراك عندما صرح قبل اسبوع بإمكانية تقسيم القدس رغم مخالفة ذلك لموقف الحكومة. واتهم حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يقوده ليبرمان رئيس حزب العمل ايهود باراك بدفع الحكومة نحو اليسار لدرجة أن الحكومة باتت أقرب إلي حركة السلام الآن، ودعا إلي استبدال حزب العمل بحزب كاديما في الحكومة للتقدم في الشأن الداخلي. علي صعيد عملية السلام حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل مسئولية أي وقف محتمل للمفاوضات معتبرا أن من قرر استمرار المفاوضات هو من قرر وقف المفاوضات. وفي اشارة إلي تغيير في الموقف الفلسطيني قال محمد دحلان المسئول الاعلامي بحركة فتح أن السلطة الفلسطينية قد تطلب من لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بدء التحضير للذهاب إلي مجلس الأمن لطرح القضية الفلسطينية، مؤكدا أن نتانياهو لايؤمن بحل الدولتين وأنه لن تكون هناك مفاوضات في ظل الجرافات الإسرائيلية. غير أن صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أوضحت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعهد في رسالة إلي نتانياهو بإحباط أي محاولة عربية لطرح القضية الفلسطينية في مجلس الأمن تزويد إسرائيل بوسائل قتالية حديثة إلي جانب حزمة ضمانات خاصة بالقضايا الاساسية في المفاوضات مقابل وقف الاستيطان لمدة 60 يوما. فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن ألون لينيل مدير عام سابق بوزارة الخارجية الإسرائيلية قوله: «عندما استمعت لكلمة أحمدي نجاد في الأممالمتحدة اعتقدت أن الموساد قد كتبها له، والآن فأنا أعتقد أن نجاد كتب كلمة ليبرمان»، وأنه حان الوقت ليقود شخص جديد الخارجية الإسرائيلية.