يثبت عمار الشريعي في برنامجه الأسبوعي علي راديو مصر أنه موسيقار القلب النابض بالجمال، فهو يثير الفكر والإحساس والوجدان ويصل بعباراته الدافئة إلي القلوب، عندما ينسج كلامه الساحر ويحلل الموسيقي بأبسط الكلمات، فلا أحد يختلف حول ثقافته الواسعة وحسه الفني المتدفق، ولكن برنامجه لا يخلو أحيانًا من الصدمات التي تكشف أن الموسيقار عمار الشريعي قد تحول من حارس الموسيقي العربية إلي مجرد راع رسمي لسبوبة الإعلام، فخلال رمضان الماضي قدم 7 تيترات لمسلسلات منها «شيخ العرب همام» و«بيت الباشا» و«أكتوبر الآخر»، بالإضافة إلي برنامج «المسحراتي» وتحضير الاحتفال الخاص بالعيد القومي لدولة عربية شقيقة، ووسط هذا الكم الغزير من الإنتاج لم نجد عملاً واحدًا يجذب الانتباه أو يزودنا بجملة لحنية جديدة تعلق بالأذهان، فضيق الوقت يؤدي إلي أن يقدم الموسيقار عدة تنازلات تؤثر بلا شك علي جودة الأعمال، علي الرغم من حنين جمهوره لتيتر مثل «رأفت الهجان» و«ريا وسكينة» وتيتر مسلسل «أم كلثوم» الذي ظل عمار الشريعي يبحث عنه لمدة عامين هما مدة التصوير، فلماذا يلجأ في الوقت الحالي إلي الاستسهال؟ ربما يكون لديه دافع كبير في السيطرة علي معظم الأعمال. إلا أن النظرة المتأنية لتيترات هذا العام تشير بقوة إلي الملحن وليد سعد في تتر مسلسل «أهل كايرو» الذي غناه حسين الجسمي والذي يعد أجمل الأعمال علي الإطلاق في الموسم الرمضاني الماضي، بالإضافة إلي الموسيقي التصويرية التي أبدعها عمر خيرت في مسلسل «الجماعة». من الواضح أن عمار الشريعي قد خلع عباءة الموسيقيين وارتدي ملابس رجال الإعلام تاركًا ناصية الفن الغنائي.