بعد وفاة القس الدكتور الراحل صموئيل حبيب (رئيس الطائفة الإنجيلية ومؤسس ورئيس الهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية).. راهن البعض علي مدي استمرارية الهيئة وتقدمها وتطورها. وكان الرهان لصالح د. نبيل صموئيل الذي كان واحداً من أهم القيادات المعروفة داخل الهيئة، كما كان ممثلها في العديد من الفعاليات والمؤتمرات. من يعرف الهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بأنشطتها المختلفة.. خاصة قطاع التنمية الثقافية لأنه الأكثر حضوراً أمام الإعلام.. يعرف جيداً د. نبيل صموئيل (المدير العام للهيئة) بسبب الجهود التي يقوم بها.. خاصة في لقاءات منتدي حوار الحضارات الذي تشرف عليه الصديقة العزيزة سميرة لوقا. تنتهي غداً فترة تولي د. نبيل صموئيل كمدير عام للهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بعد سنوات وسنوات قضاها في أروقة الهيئة إلي أن وصل لقمتها. لم يتغير فيها نبيل صموئيل.. بقدر ما تغيرت الهيئة وتطورت لكي تحافظ علي مكانتها ضمن صدارة منظمات المجتمع المدني المصري. عرفت د. نبيل صموئيل عن قرب خلال السنوات الأخيرة.. خاصة في حضور العديد من اللقاءات والندوات من جانب، أو من خلال العديد من الأحاديث الشخصية للهموم المشتركة لمجتمعنا من جانب آخر. ولقد سمحت لي تلك المساحة أن ألاحظ بعض السمات الخاصة في شخصية د. نبيل صموئيل.. فهو هادئ الطباع حتي في أقصي درجات الجدال والسجال في الندوات واللقاءات. ولم ألحظ مرة واحدة غضبه سوي فيما يستشعر منه الخطر علي مستقبل هذا الوطن من خلال توتر العلاقات بين أبنائه من مسيحيين ومسلمين. وهو في سبيل ذلك يتبني مبدأ التوازن سواء في آرائه أو كتاباته.. ولا ينحاز سوي إلي منظومة المواطنة والدولة المدنية. استطاع نبيل صموئيل أن يربط ببراعة بين ما يؤمن به من قيم الحوار واحترام الاختلاف وبين ما يشارك فيه من أعمال ترتبط بتنمية المجتمع المصري.. خاصة في صعيد مصر والمناطق الأكثر احتياجاً. وهو ما جعله محل اختيار في العديد من اللجان والمؤسسات الهامة ليس علي المستوي المحلي فقط، بل العربي والدولي أيضاً. لا شك أن الهيئة الإنجيلية بأعمالها وتاريخها التنموي في المجتمع المصري قد أضافت لنبيل صموئيل الكثير والكثير. ولكن بكل تأكيد أيضاً، فإن نبيل صموئيل قد أضاف لها أبعاداً فكرية وإنسانية بسبب (دماثة) خلقه ومواقفه وردود أفعاله في العديد من المواقف التي تعرضت لها الهيئة.. خاصة فيما يندرج تحت بند التشهير بها أو التشكيك في عملها.. وهو ما أضاف رصيداً حقيقياً للهيئة أمام الرأي العام. أعتقد أن الانطباع الرئيسي الذي يبقي لدي كل من يتعامل مع نبيل صموئيل.. أنه شخص محترم.. من طراز خاص.. يجيد فن التعامل مع الآخرين.. خاصة المختلفين معه في الفكر.. وهو ما سنفتقده في لقاءات الهيئة الإنجيلية المتعددة فيما بعد. ولكن يبقي التطور هو القاعدة الحاكمة في التعامل مع المتغيرات.. خاصة إذا كان التغيير من الداخل من خلال د. أندريا زكي صاحب البصمة الملحوظة في عمل الهيئة خلال السنوات الماضية. وللحديث بقية.. مع د. أندريا زكي.. المدير العام الجديد للهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.. الذي يعتبر استمراراً لصف القيادات داخل الهيئة.