تعرضت مؤسسة الأهرام العريقة التي أتشرف بالانتماء إليها، إلي حملة هجوم غير مسبوقة علي صفحات المصري اليوم لعدة أيام، علي خلفية نشر صورة قبل جلسة إطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن، مع تعديل وضع الرئيس مبارك في الصورة قبل انطلاق الجولة الثانية في مفاوضات شرم الشيخ. ورغم ما تثيره هذه الصورة من خلاف حول طريقة معالجتها واستخدامها، وحق الصحيفة في تعديل الصور للتعبير عن وجهة نظرها فقد كان رئيس مجلس إدارة الأهرام الدكتور عبد المنعم سعيد واضحًا في بيان نشرته الأهرام حول الجدل الذي صاحب الصورة وتجاوز ذلك إلي النيل من مكانة الأهرام ثم من النظام السياسي، بمعني أن الاختلاف لم يعد حول المهنية الصحفية وإنما تحول إلي تصفية حسابات سياسية أكبر وأعقد. ونهاية الأسبوع الماضي ظهر الدكتور عبد المنعم سعيد في برنامج 48 ساعة الذي يعده الصديق بشير حسن، وقدم شرحا وافيا لقصة الصورة، ووجهة نظره المهنية في استخدامها، لكن الأهم، من وجهة نظري، هو ما قاله عن المنافسة بين الأهرام والمصري اليوم، وتكمن أهمية ذلك في أنه بحكم من منصبه يعلم جيدا أرقام توزيع الصحف في مصر، باعتبار أن المصري تطبع وتوزع في الأهرام. وقد توقف الدكتور عبد المنعم سعيد عند مقولة يرددها رئيس تحرير المصري اليوم يقول فيها "إحنا كتف بكتف مع الأهرام"، وقال سعيد إن المصري اليوم تقل عن الأهرام في التوزيع ما يقرب من 400 ألف نسخة، وهناك فرق كبير في الاشتراكات يصل لحوالي خمسة أضعاف. ورفض سعيد الإفصاح عن أرقام التوزيع الحقيقية قائلا: مش هينفع أقولها عشان أنا صاحب الجهة الموزعة، وأتمني أن يكون لدينا وكالة عملها الرئيسي أن تذيع أرقام توزيع كل الصحف، وعلي سبيل المثال الفارق بين توزيع الأهرام والمصري اليوم مليون نسخة أسبوعيا، والمتوسط اليومي خلال شهر رمضان 90 ألف نسخة، والإجمالي في الأسبوع 630 ألف نسخة، والشهر السابق عليه كان بالضبط 141 ألف نسخة فارقًا يوميا، والفارق الأسبوعي 987 ألف نسخة. وأشار الدكتور عبد المنعم سعيد إلي أن عقد الوكالة الإعلانية مع المصري اليوم يبلغ 32 مليون جنيه في العام، بينما حصيلة إعلانات الأهرام اليومي مليار ومائتي ألف جنيه، والأخبار تقريبا نصف هذا الرقم. وكشف الدكتور عبد المنعم سعيد أن الأهرام لعبت دوراً في النجاح الذي حققته المصري اليوم، مشيرا إلي أنه في بعض الأحيان تم إعطاؤها مميزات تنافسية في السوق لم تعط لغيرها، كانت تحصل عليها حتي أبريل الماضي، حتي قام بوقف هذه المزايا، وبناء عليه فالفرق التنافسي من مايو بدأ يتسع من جديد. الدكتور عبد المنعم سعيد يستحق الشكر من كل العاملين في الأهرام ليس لدفاعه عن الأهرام فهذا واجبه، وإنما لأنه بعقليته البحثية العلمية المؤمنة بالحوار ظل مستعدًا ومرحباً بالمناقشة المهنية في قضية الصورة، والأهم أنه وضع كل صحيفة في مكانها الطبيعي، وأغلق امتيازات تفضيلية كانت تحصل عليها صحف خاصة من صحيفة قومية، بينما هي تخوض حملة منظمة لاغتيالها والحد من انتشارها ومكانتها المصرية والعربية والدولية.