يواصل الجيش الفرنسي طلعاته الجوية بهدف رصد مكان احتجاز سبعة رهائن - خمسة فرنسيين وأفريقيين - خطفوا في النيجر. وكشفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أمس أن وحدة خاصة من قوات العمليات الخاصة بالجيش الفرنسي تم وضعها علي أهبة الاستعداد في مدينة واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو.. مضيفة أن التحركات الأخيرة تشير إلي أنه في حال اضطرت فرنسا للجوء للقوة فإن السيناريو العسكري يشير إلي عملية إنزال جوي والقفز بالمظلات للجنود الفرنسيين لتحرير الرهائن. وذكرت مصادر عسكرية فرنسية أن الوحدة تتكون من مئات من الجنود وحوالي عشر طائرات حربية من طراز هرقل سي 160 أو سي 130 ومروحيتين، مشيراً إلي أن الوحدة تمت إعادة انتشارها من موريتانيا حيث تتمركز في قاعدة عطار ضمن قوات مشتركة لدول البحر المتوسط. يأتي ذلك بينما نفي وزير الداخلية الفرنسي برسي أورتيفون أمس احتمال تدخل بلاده عسكرياً لتحرير الرهائن في الوقت الراهن، رافضاً في تصريحات صحفية في مدينة باماكو عاصمة مالي تأكيد الأنباء الواردة بهذا الصدد. وأعرب بيرنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي عن عدم تفاجئه بتورط تنظيم القاعدة في عملية خطف الرهائن الفرنسيين، وقال إن الحكومة الفرنسية وحلفاءها - في إشارة إلي دول الساحل الافريقي وأوروبا - سيواصلون وضع جميع إمكانياتهم في سبيل تحرير الرهائن. وكشفت صحيفة لوموند الفرنسية أنه في الأول من سبتمبر الجاري أي قبل أسبوعين من عملية الاختطاف حذرت السلطات المحلية في النيجر إدارة شركة" إريفا" التي تعرض موظفوها للاختطاف من أنهم في خطر في منطقة المناجم، مشيرة إلي أنه في بيان تم إرساله للشركة بالبريد الإلكتروني حذرت وزارة الدفاع في النيجر الشركة من تدهور الوضع الأمني في المنطقة. وأشار البيان الذي حصلت الصحيفة علي نسخة منه إلي أنه تم رصد 8 مركبات اخترقت المنطقة تحمل عناصر مسلحة، مؤكداً أنه يجب أن تأخذ علي محمل الجد تهديدات القاعدة في المغرب الإسلامي. وفي تقرير آخر كشفت صحيفة لوموند الفرنسية أمس أن أطقم الحراسة التي كانت مكلفة بحماية الأجانب العاملين بالمناجم في النيجر لم تكن مسلحة، ونقلت عن عمر أنجو عيدي وزير الداخلية النيجري السابق أن القواعد التي كانت تكفل وجود 350 من رجال الشرطة والجنود المسلحين لم تكن سارية في الواقع، مشيراً إلي أنه لم يكن هناك جهاز أمني أو احتياطات أمنية مناسبة حول أماكن تجمعات العاملين الأجانب بمناجم استخراج اليورانيوم. وفي باريس عقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الأول مجلسا للدفاع لبحث مسائل الإرهاب خطف الفرنسيين الخمسة بالنيجر، وشارك بالاجتماع رئيس الوزراء فرنسوا فيون ووزير الدفاع ايرفيه موران. وكان المتحدث باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد أعلن مسئولية التنظيم عن عملية الخطف التي حصلت في شمال النيجر، ويعلن ان التنظيم سيوجه مطالبه الي فرنسا لاحقا، محذرا فرنسا "من مغبة ارتكاب اي حماقة".