التقي رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري فور عودته من الرياض إلي بيروت أمس الأول كلا من الرئيس ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري واتسمت اللقاءات بالتركيز علي أجواء التهدئة. ومن المنتظر أن يوجه الحريري كلمة إلي اللبنانيين خلال اليومين المقبلين، يحدد خلالها موقف حكومته من القضايا الساخنة علي الساحة اللبنانية، وهي تلك التي لخصها النائب عمار حوري في لا تراجع عن المحكمة الدولية، ولا تراجع عن الانفتاح علي سوريا، إضافة إلي الانحياز لمنطق الدولة والشرعية ولمنطق الجيش والقوي الأمنية». وأشارت مصادر لبنانية إلي أن هناك سقفًا عربيًا للوضع في لبنان لا يمكن لأي طرف تجاوزه وهو أن مسألة الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان خط أحمر، مؤكدة أن هذا ما يجعل الفرقاء أمام خيار وحيد وهو الحوار للوصول إلي تسوية للأمور المطروحة. وفي سياق متصل استقبل الأمين العام لحزب الله وزير الأشغال غازي العريضي موفدًا من وليد جنبلاط الذي قال إنه أوفد العريضي للقاء نصر الله، وقد حمل العريضي «رسالة إيجابية» من نصر الله إلي الحريري. وانتقد جنبلاط بشدة أصحاب المنطق المذهبي الذي ظهر مؤخرًا، قائلاً: «للذين يريدون إثارة تلك الغرائز من خلال توجههم إلي الحريري علي أنه زعيم السنة، نقول: إن الحريري هو رئيس حكومة كل لبنان، فكفي لعبًا علي الألفاظ والعبارات»، حسب تعبيره. من جانب آخر اتهم النائب في كتلة المستقبل البرلمانية عقاب صقر المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد بتسريب معلومات مغلوطة إلي صحيفة دير شبيجل الألمانية حول تورط حزب الله في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. وطالب صقر بكشف اسم من «سمم الأجواء» وسرب الأخبار، وتساءل عن سبب تزامن التسريب إلي الصحيفة مع خروج اللواء السيد من السجن عام 2009. وكان السيد قد اتهم فريق 14 آذار بالاستيلاء علي الدولة ومؤسساتها عام 2005 بواسطة »شهود زور» تسببوا أيضًا في سجنه نحو أربع سنوات هو وثلاثة ضباط آخرين، وأكد ضرورة محاسبتهم وفقًا للقانون وإلا فستتم محاسبتهم في الشارع، علي حد تعبيره. في المقابل قال النائب عن حزب الله علي فياض إن الخروج من هذا المأزق يبدأ بشهود الزور وينتهي بالتعاطي جديًا مع فرضية مسئولية إسرائيل عن اغتيال الحريري. في غضون ذلك أعلن الجيش اللبناني حالة التأهب القصوي في جنوب البلاد عقب إطلاق نار إسرائيلي تجاه نقطة تحصين تابعة لإحدي وحدات الجيش اللبناني أمس الأول دون أن يوقع أي إصابات غير أن متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي قالت إن ما سمعه الجيش اللبناني ناجم عن تدريبات عادية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أمس الأول أن «قوات العدو الإسرائيلي أطلقت من مواقع داخل فلسطينالمحتلة رشقات نارية رشاشة باتجاه الأراضي اللبنانية الواقعة بين بلدتي علما الشعب والظهيرة تحديدًا في منطقة تلة الحفاير في القطاع الغربي قضاء صور جنوب لبنان». وأفاد المتحدث باسم قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) أن الوضع في الجنوب هادئ وأن القوات الدولية سيرت دوريات عند الخط الأزرق بعد معاينتها لمنطقة واقعة بين بلدتي «الظهيرة» و«علما الشعب».