يمر أتيليه القاهرة بفترة حرجة أخري بسبب قرب موعد انتخابات مجلس الإدارة ، التي تعقد يوم 29 أكتوبر القادم، علي حسب لائحة الأتيليه فإن مجلس الإدارة يتشكل من تسعة أعضاء، تقدم للترشيح 15 فنانا تشكيليا يتنافسون علي 6 مقاعد، في مقابل 14 مرشحا من الأدباء والشعراء ينتافسون علي ثلاثة مقاعد فقط. حول كثرة أعداد المرشحين، التي تؤدي إلي تفتت الأصوات، ولجوء بعض المرشحين إلي إعداد قوائم انتخابية مسبقة، وإعادة أعضاء مجلس الإدارة السابق لترشيح أنفسهم مرة ثانية، رغم المشاكل، كل هذه الأمور وغيرها وضعناه أمام بعض المرشحين من الأدباء والشعراء والتشكيليين، لمعرفة رأيهم، في هذا التحقيق. قال الروائي عبده جبير: الأتيليه صرح ثقافي ومنتدي حوار وليس صراعا، ونرغب جميعا أن نعيده إلي رونقه، والمجلس السابق المنتخب للأتيليه هو المسئول عما وصل إليه الحال من فشل متدن في جميع الجوانب، ولم ينجز شيئا له قيمة، مما جعل المكان لا يصلح إلا لشرب الشاي والقهوة، وأدعوا الفنان والصديق صلاح عناني إلي أن يعترف بفشله، وينسحب في هدوء ونحن لا نريد فشلا آخر يكفي ما نحن فيه. وحذر جبير قائلا: الانتخابات هذه المرة لو لم تتم بحرص، ربما يضيع المكان ويتحول إلي جمعية نفع عام، جمعية خدمات للجمهور، وسوف تكون وصمة عار للمثقفين وعلي كل أعضائه ولهذا أنا أرفض أي قوائم مسبقة، لأنها تعني تكتلا واتفاقا علي أشخاص قد يختلفون بعد الانتخابات. وقال الشاعر فارس: فيما يخص الأعداد الكثيرة للمرشحين من الأدباء فقد حدث ذلك بتأثير من أحد المغرضين من أعضاء الأتيليه ولمصالح أخري منها تفتيت عدد الأصوات وسحب الأدباء من المجلس، اقترحت علي كل زملائي الأدباء أن نجتمع ونتفق علي تفويض ثلاثة منا بالتزكية حفاظا علي مقاعدنا في المجلس، وأنا علي استعداد أن أكون أول المنسحبين وسوف أقوم بدوري في أي لجنة في أتيليه القاهرة بصرف النظر عن أي منصب لمصلحة الثقافية. وأكمل فارس: أنا مندهش من هذا التكتل وتلك التربيطات والمعارك والمؤمرات والاستعدادات بالقوائم المسبقة التي تتم أثناء انتخابات الأتيليه، وغير مقنع ولا منطقي أن هذا صراع علي العمل العام، لأنه يتنافي مع أبسط مفاهيم العمل العام، وهو خدمة الكل وليس فردا واحدا، دور الأتيليه تقديم خدمة ثقافية وليس كرسيا للسلطة، هل افترضوا أن أعضاء الجمعية العمومية أعمياء حتي يقبلوا بمن يفرض عليهم قائمة، هم لديهم الوعي الكامل وسوف يضعون في اعتبارهم أخطاء التجارب السابقة القريبة والبعيدة. أما الفنان التشكيلي أحمد الجنايني فقال: يجب مراجعة أداء الأتيليه في الفترات الأخيرة، من حيث مستوي الفن التشكيلي والمعارض، فأري قاعات العرض وكأنها تؤجر مثل سكن ليس لها علاقة بمستوي الفن، كما أن العروض هابطة وهو ما جعل المبدعين الحقيقيين يبتعدون. وأكمل الجنايني: ما يحدث من تبادل اتهامات وصراعات شيء مؤسف، فمن المفترض أن تكون المعارك إبداعية للنهوض بسمعة المكان وإنقاذه وانتشاله من القاع، فقد وصلت المشاكل في المجلس السابق للصراع بالقوة العضلية والبودي جارد، أين إذن القوة الثقافية؟، وأحذر من أن وجود هذه الصراعات وخصوصا أثناء الانتخابات، ستؤدي إلي ضياع قيمة المكان وربما ينتهي تماما، أرفض ما حدث من فصل بين الفنون أي بين الأدباء والتشكيليين، فالحالة الثقافية متربطة بعضها ببعض، ومن قام بهذا الفعل لتفتيت الثقافات ليس مبدعا ولا غير مبدع، ولا يطلق عليه أي لقب، وبصفتي فنانا تشكيليا وعضوا باتحاد الكتاب، ولي ديوان شعر وكتابات وكتب كثيرة، أحلامي للمكان غير مقتصرة علي الفن التشكيلي هي أحلام ثقافية متكاملة. واعتبر الشاعر خالد محمود أن أتيليه القاهرة لم يقدم أي شيء منذ عام ونصف العام، وقال:" يديره الآن مفوضون من وزارة التضامن، ومع احترامي لهم وما يقومون به من دور مهم في هذه الفترة الانتقالية، فإنني أعتبرها وصمة عار علي كل المثقفين، أن يديرنا موظفون، الخطأ يقع علي الكل ممن انتخبناهم للمجلس، وعلي أعضاء الجمعية العمومية، الذين لم يشاركوا بأي دور واكتفوا بالمشاهدة والمتابعة وكأننا لم نحسن الاختيار. وأضاف محمود: قام أحد التشكيليين بخدعة سحب الأدباء وحثهم علي الترشيح، وللأسف هذا قد يفتت أصوات الكتاب، وقد تنتهي الانتخابات بتسعة تشكيليين، وهو ما اعتبره مؤامرة ليست لمصلحة المكان كما زعموا. وأكمل محمود : عرض علي من قبل البعض أن انضم إلي قائمة مسبقة وأكون تابعا لمجموعة ما، وهو ما رفضته تماماً وأعلنتها أمام الكل "أنا القائمة"، لا يوجد فرض وصاية علي أي عضو من أعضاء الأتيليه فأصواتهم حريتهم . كما اني وجدت كل قائمة بها اسماء ، انا علي يقين أنهم لا يتفقون علي «قعدة قهوة»، فكيف يتفقون علي إدارة مكان ثقافي، القوائم المسبقة لمصلحة من لا يثق في نفسه، ومن أثبت فشله، وهي لعبة انتخابات في كل مؤسسات المجتمع، وإنما علي المثقفين أن يتحرره من هذا السلوك. ووصف محمود تصرف أعضاء المجلس السابق الذين استقالوا من المجلس ولم يرشحوا أنفسهم مرة ثانية، بالتصرف الراقي والحضاري، مضيفا: أوجه علامة استفهام كبيرة إلي المرشحين من المجلس السابق لماذا ترشحون أنفسكم للمرة الثانية؟ وما الإغراء وراء ذلك؟ وقال الدكتور عبد الرحيم شاهين: أتيليه القاهرة فقد كل أدواره الثقافية، وهو الآن مقهي فقط، ويحتاج لمجهود من كل الأعضاء، ويحتاج أيضا لمجلس يعي أن الأتيليه قيمة حقيقية وفعالة، ويستطيع أن يعيده إلي دوره المنتج ثقافيا. أما المشهد الانتحابي فأراه الآن غريبا ومثيرا، فاللائحة من البداية تقول ستة تشكيليين وثلاثة أدباء، علي اعتبار أن راتب صديق تركه للتشكيليين، وأنا سوف أسعي لتغيير اللائحة لتصبح أربعة أدباء مقابل خمسة تشكيليين، لماذا لا نزيد الأدباء، فالثقافة لا تفصل، والمؤامرة زيادة عدد الادباء هي لتفتت الاصوات وهذه لعبة تمت لمصلحة شخص بعينه. وأكمل شاهين: أخشي ألا تكون الانتخابات غير نزيهة لو استمر الحال علي ما هو عليه، ذلك أدعو للعقد جلسة مفتوحة علي المكشوف لقضايا فض الاشتباك بين 29 مرشحا من الأدباء والتشكيليين، وأعضاء الجمعية العمومية الموجودين، ودعوة للأعضاء الغائبين عن المكان، بدلا من التربيطات الجانبية، وذلك لعودة الثقة. الفنان التشكيلي محمد عبلة قال: الترشيح من حق أي عضو في الاتيليه، وزيادة أعداد الكتاب أو التشكيليين أي كانت، لها جانب إيجابي وللصالح العام، ولابد أن نحافظ علي مقاعد الكتاب والأدباء، وأتمني ألا يحدث تفتيتا للأصوات، ولا يوجد أي فاصل بين الفنون التشكيلية والأدباء والشعراء والموسيقيين، الكل تجمعهم تجربة إبداعية واحدة. وأكمل عبلة: بالنسبة للمرشحين للمرة الثانية، بعد فشلهم الذي أدي إلي دخول الأتيليه ضمن تصفية حسابات وقضايا، فالترشيح غير مبرر وغير مقبول، وأطالبهم بالانسحاب والرحيل، حتي ننقذ المكان، الأتيليه ليس ملكا لأحد، العمل العام إنكار ذات وليس تحقيق شخصية، ومسئولية الجمعية العمومية مهمة جدا، ووعي كل أعضائها سوف يصلح ما أفسده البعض. ودعا عبلة المجلس المعزول بالكامل للرجوع كأعضاء في الأتيليه، قائلا: أنا ضد القوائم المسبقة، ومن يقوم بها بالتأكيد أشخاص يفقدون أدوارا فعالة في الحركة الثقافية.