كم يوما يستمر المجلس الجديد للأتيليه؟ تساؤل مشروع في ظل الأحداث التي شهدها أتيليه القاهرة خلال السنوات الأخيرة، تعاقب عليه خلالها حوالي ثلاثة مجالس إدارة، بعضها تم التشكيك فيها، وبعضها الآخر عُزل بسبب اتهامات وصل بعضها إلي حد التخوين والاتهام بالعمالة! لذلك بدأ الفنان محمد عبلة تصريحاته لأخبار الأدب بعد اختياره رئيسا لأتيليه القاهرة مؤكدا علي أن هدفه في المرحلة القادمة هو استعادة ثقة الأعضاء من الفنانين والكتاب الذين هجروا المكان، بعد أن أصبح طاردا لجمهوره: "سنحاول أن يكون الحوار داخله حوار ثقافات لا حوار معارك"، وأضاف عبلة أنه سيعمل علي استقلال الأتيليه من خلال توفير دخل ثابت من المعارض الفنية لكبار الفنانين يمكن من خلاله تنظيم أنشطة تليق بتاريخه الكبير، وتعمل علي جذب أعضاء وجمهور حتي يعود الأتيليه لمكانته القديمة كأحد أعرق الأماكن الثقافية في مصر. عبلة يحضّر الآن لمعرض كبير لرموز الفن والأدب يعرض فيه مجموعة من اللوحات والمخطوطات:"بأنشطة من هذا النوع يمكن تدعيم التواصل مع الشباب" كما يجري اتصالات مع جهاز التنسيق الحضاري لترميم المكان باعتباره جزءاً أصيلاً من تراث مصر. وعن المشكلات التي صاحبت عملية الانتخابات الأخيرة قال عبلة: "الكل يدعي أنه يريد أن يخدم ونحن نقول آدي الجمل وآدي الجمال وفي النهاية هذا عمل تطوعي من العبث التطاحن حول المناصب فيه لأنه _المنصب- مجرد واجهة قانونية للتعامل مع وزارة التضامن". وفي إشارة إلي طلب كل من الفنان صلاح عناني والفنان علاء الطيب والكاتبة عفاف السيد والفنان ناثان دوس بتأجيل اجتماع تشكيل هيئة المكتب لحين انتهاء وزارة التضامن من البت في الشكوي المقدمة من قبل الفنان حسين الصبان طعنا في نتائج الأتيليه الأخيرة قال عبلة إنّ البعض تزرّع باللائحة لإفساد الانتخابات وهدم الأتيليه، رغم أن القائمين علي هذه الانتخابات من وزارة التضامن محترفون وجاءوا خصيصا لإتمام هذه الانتخابات:"وبأي حال لا يجوز التشكيك في الذمم" وأضاف: الآن نحن ندعوهم لتقبل الموقف حتي لو تعاملوا مع المجلس علي أنه العدو، ومن جانبنا سنتعامل مع الجميع وسنتبني الشكاوي حتي لو كانت ضدنا لأن هذا دورنا، ولو ظهر حكم محكمة بعكس الموقف الحالي سنخرج لكن هذا لن يكون في مصلحة الأتيليه. وكانت الانتخابات التي انتهت باختيار عبلة رئيسا للأتيليه والناقد شريف الجيار نائبا والفنان أحمد الجنايني أمينا عاما والفنان أحمد الصعيدي أمينا للصندوق، قد شهدت _كالعادة- مشادات واختلافات سواء في اختيار أعضاء المكتب الجديد وحتي في انتخابات الرئيس، ورفض أعضاء المكتب الجدد مطالب عناني والطيب وعفاف مؤكدين علي أنه لا يوجد مبرر واضح يجبرهم علي تأجيل اختيار الرئيس وبناء عليه قرر عناني وفريقه الانسحاب من الجلسة بعد توقيعهم علي محضر الاجتماع ليتم التصويت بالأغلبية. ومن جانبه نفي الشاعر فارس خضر عضو المجلس الجديد ما أثير حول عدم قانونية الانتخابات خاصة التصريحات التي أدلي بها الدكتور محمد حسين الصبان أمين الصندوق السابق، والتي جاء فيها أن لجنة الإشراف علي انتخابات أتيليه القاهرة خالفت اللائحة القانونية للأتيليه، حيث أكد خضر أن هذا الكلام غير صحيح بالمرة وأن لجنة الإشراف علي الانتخابات التزمت بآراء أعضاء الجمعية العمومية الذين ارتضوا أن يضم المجلس في عضويته 6 فنانين فقط وثلاثة أدباء. وأضاف خضر أن لائحة الأتيليه والتي وضعها أعضاء الجمعية العمومية أنفسهم يشوبها الغموض وفي حاجة للتعديل، مؤكداً علي أن ذلك سيكون مهمة مجلس الإدارة الجديد في الفترة القادمة، وأشار خضر إلي أن انتخابات الأتيليه كل دورة تشترط وجود 6 فنانين مقابل 3 أدباء، متسائلاً: لو كان الصبان هو الفائز، هل كان سيثير كل هذا اللغط؟ وكان الصبان قد صرّح بأن هناك مجموعة من الفنانين التشكيليين تنوي تقديم مذكرة قانونية لوزارة التضامن الاجتماعي، اعتراضاً علي مخالفة هيئة الإشراف علي الانتخابات والمشكّلة من عزيزة لمعي، ورجاء وليم وأسامة مدبولي، للوائح وقوانين الأتيليه والتي تشترط ألا يقل عدد أعضاء مجلس الإدارة من الفنانين عن 6 أعضاء. وأضاف الصبان في تصريحات نشرها موقع "اليوم السابع" أنه حصل علي ما يقرب من 66 صوتا مقابل خضر والجيار اللذين حصلا علي 59 صوتا لكل منهما، ولكنه فوجئ بعدم نجاحه وانضمامه للأعضاء التسعة!