تزايد الاهتمام بالصحافة الإلكترونية بشكل كبير في السنوات الأخيرة مما يتطلب من الصحفيين بحسب الخبراء. تطوير أدواتهم المهنية، فالمستقبل للصحفي القادر علي إنتاج محتوي إعلامي متكامل كلمة وصوت وصورة، الأمر الذي يتطلب إعداداً مهنياً وتدريباً خاصاً، ومن جانبها نظمت كلية الإعلام برنامجاً خاصاً بالصحافة الإلكترونية لإعداد كوادر للمستقبل، مدة الدراسة به 4 سنوات بمصروفات تصل إلي 4 آلاف جنيهاً سنوياً. واللافت أن هذا البرنامج لم يحول إلي قسم من أقسام إعلام القاهرة حتي الآن، والأطرف رغم أهمية المجال إلا أن عدد المتقدمين للدراسة به هذا العام «صفر» روزاليوسف أجرت هذا التحقيق للوقوف علي آليات تطوير الأداء الصحفي ومعوقاته. برنامج الإعلام الإلكتروني الدكتور حسن عماد مكاوي، المشرف علي برنامج الإعلام الإلكتروني بجامعة القاهرة قال: الإعلام الإلكتروني ليس قسماً كما يشاع عنه، وإنما هو برنامج تدريبي مكون من أربع سنوات، متاح لخريجي الثانوية العامة، والحاصلين علي المجموع الذي تحدده الكلية، ويدفعون لقاء الالتحاق به مصروفات أربعة آلاف جنيه، يحصل خلاله الطالب علي مقررات الإعلام الإلكتروني المرئي، والمسموع، ويشترط أن يكون لديه مهارات في الكمبيوتر قبل الالتحاق، لأن معظم المقررات تتناول محتوي مرتبط بالكمبيوتر كالجرافيك، والمالتي ميديا، وتصميم وبناء مواقع الإنترنت، أيضاً يدرسون الصحافة علي الإنترنت، وإذاعات الإنترنت، هدفنا هو تخريج إعلامي يستطيع التعامل مع الإنترنت فيم يتعلق بالوسائل المرئية والمسموعة. وأضاف المواد المقررة كأي عام دراسي عادي، 11 مقرراً كل عام بإجمالي، 44 مقرراً كل عام بإجمالي، 44 مقرراً وصولاً إلي البكالوريوس، بإجمالي 132 ساعة معتمدة، والأساتذة بعضهم من الكلية، وبعضهم من خارجها حسب المقررات كأساتذة الجرافيك والإنترنت الذين يأتون من كليات الفنون الجميلة وحاسبات ومعلومات، مع الحرص علي أن يكون 50% من ساعات الدراسة عملياً، و50% نظرياً. وعن أعداد الطلبة يقول: لدينا 16 طالباً في السنة الثالثة و22 طالباً في السنة الثانية، أما هذا العام فهو سنة الفراغ، إجمالي الملتحقين بالكلية فيها 32 طالباً فقط، لم يلتحق أي منهم بالبرنامج. وعن المشاكل التي واجهت القسم في بدايته يقول: في الفترة الأولي كانت هناك مشاكل عديدة لأن طلبة البرنامج كانوا يقارنون أنفسهم طوال الوقت بالشعبتين العربية والإنجليزية، هذا الاختلاف جعل عندهم حالة من عدم الفهم، خاصة أنه مجال جديد، وأنهم أيضاً أول خريجين منه في مصر والعالم العربي، وننتظر من خريجي هذا القسم أن يجيدوا ممارسة العمل الإخباري سواء المرئي أو المسموع، بخلاف التخصص التقليدي في العلاقات أو الصحافة أو الإذاعة، إضافة للتعامل مع الكمبيوتر ووسائل الإيصال. ماذا يريد السوق؟ هذا عن الكلية وما تقدمه ولكن ماذا يريد السوق؟ خالد برماوي رئيس تحرير موقع «مصراوي» تحدث عن المميزات المطلوبة من طالب الإعلام الإلكتروني للالتحاق بأي موقع وقال: يجب أن يفهم كيفية التقاط الصور، والفيديو، أن يكون صحفياً شاملاً، يفهم في طبخة العمل الصحفي؟ لا يكتب كلمتين ثلاثة ويتركهم، بل يكون مسئولاً عن الصورة كاملة، يأتي بالمعلومة والخلفية، خاصة أن الحصول علي المعلومات حالياً أصبح سهلاً في وجود شبكة الإنترنت. وأضاف: الصحفي علي الإنترنت لديه ميزة لا تتوافر للصحفي العادي وهي الاتصال المزدوج، أي أن ردود أفعال الجمهور تأتيه مباشرة، لذا يجب أن يكون التمكن من اللغة ومهارات سرعة الكتابة علي الكمبيوتر، وكيفية استخدام الكاميرا الديجيتال، يفهم معني وكيفية التعامل مع موقعي اليوتيوب والفيس بوك، كما أنه يجب أن يكون شخصاً مبدعاً بطبيعته، يريد أن يتحرك، أن يكون لديه سرعة وقدرة علي العمل وإنتاج صور فيديو وقصص مصورة صوت وصورة. أحمد سامي متولي، رئيس القسم المناوب للطبعة الإلكترونية بجريدة الأهرام، يقول: الأولوية عندي للخبر، وكيفية صناعته، مع إدراك الفارق بين الصحافة الإلكترونية والصحافة الورقية، وكيفية تنوع الخبر بينهما، كتابة، وعرضا، فالخبر في الصحافة الورقية يكون به بعض الاسترسال، أما في الصحافة الإلكترونية، فالأولوية لما قل ودل، لأن قارئ الإنترنت ليس كقارئ الجريدة، فالقراءة علي الانترنت صعبة ومرهقة للعين، لذا يتغير شكل المقدمة، والعنوان، فتضم المقدمة الموضوع كله، في حدود 18 كلمة علي الأكثر، كي يكون للقارئ حرية الاختيار بين الاكتفاء، أو استكمال الموضوع. تجارب قضت علي الثبات ظهرت مؤخرا مجموعة من المواقع الالكترونية، جميعها صحف، مجانية، شبابية، انتقلت لمرحلة متقدمة عن تلك التي احرزتها المواقع الصحفية الإلكترونية المتعارف عليها حيث لم تعد ملتزمة حتي بفكرة الموقع أو الشيء الثابت، فأثبتت أن الثابت هو اللاثابت. عبد الجواد أبو كب، رئيس الاتحاد العربي للصحفيين الشبان، يقول: الإعلام الإلكتروني الآن هو الأرخص والمتاح، ففي الواقع لا يوجد مساحات للشباب داخل الصحف، حيث أصبحت الأماكن المتاحة أقل من المطلوب، لذا يلجأ الشباب في الغالب لتقديم تجاربهم الإعلامية علي شبكة الإنترنت، ولأن «كورس» الموقع الإلكتروني غالي، ويحتاج إلي تقنية وصيانة ومتخصص معلومات إلكتروني، أصبحت فكرة الموقع الإلكتروني صعبة، وظهر شكل ال «pdf». تجربة شبابية إلكترونية «فورورد» مجلة شبابية، شهرية، من 40 صفحة، صدر منها عدد تجريبي، وعدد أول، يحررها مجموعة من الشباب اتخذوا لهم شعارا «من جيلنا لكل الأجيال»، وبرغم الاسم الاجنبي إلا أن الفكرة بسيطة وفي ذات الوقت عميقة، مصطفي علي، رئيس تحرير المجلة، شاب في العشرينيات من عمره، حديث التخرج في كلية الحقوق دفعة 2010، يقول: هناك ثقافة تسود مجتمعنا حاليا تقوم علي تمرير الرسائل - «الفورورد» - يمارسها الجميع، بدءا من الجالسين علي المقهي مرورا بالجالسين علي شبكة الإنترنت باستمرار، الكل ينقل ما تم نقله له من معلومات وأفكار، وأخبار، دون تفكير، نري ذلك بوضوح في الرسائل المستمرة التي نتلقاها علي أجهزة هواتفنا المحمولة، تقول ارسل الرسالة لعشرة وسوف تسمع «خبر جيد»، وإن لم ترسلها فسوف تسمع أخبارا سيئة.. إلي آخره من كلام لا يدخل العقل، لذا وانطلاقاً من تلك الممارسة وما شابهها من ممارسات، جعلنا هدفنا أن يفكر الناس في المسلمات التي يتعاملون معها بينما هي ليست مسلمات، إن جزءاً أصيلاً من الكمبيوتر هو «وحدة المعالجة» التي تنقد وتراجع الداخل والخارج من وإلي الكمبيوتر، بينما الإنسان في مصر يفتقد إلي وحدة المعالجة تلك. ويضيف مصطفي المجلة فئوية لشباب الإنترنت، تتناول قضايا في الفن والأدب والسياسة والرياضة، والخيال، تتكلم عن أحلام وآراء الشباب، ونترك بها مساحة للأفكار والآراء والخيال، نود أن نتحدث عن الأفكار والطموح، وغيره مما يشغل الشباب، لأنهم أصبحوا يائسين، وغاضبين، لا يشعرون أن هناك ما يعبر عنهم لذا جعلنا هدفنا أن نجعل الناس تعمل علي طموحها عبر حوارات مع نماذج ناجحة للشباب، ندعوهم لأن يتحرروا، إلي جانب التغطيات التي نوفرها لفعاليات جديرة بالتغطية في مختلف الأماكن الثقافية، ولو أن أحدا شعر أنه يستطيع تقديم شيء مميز في الحياة، فنحن نعطي له الفرصة ليغير طريقة تفكيره. المجلة بالكامل عبارة عن ملف بي دي إف مجاني يمكن تمريره وإرساله علي الميل، وعبر المواقع والمدونات، يقول عنها مصطفي: عدد المحررين في المجلة في ازدياد، ولكن هناك فريقاً أساسياً اسمه في الترويسة من المؤسسين عددهم 15، الجميع يكتب من البيت ويرسل، دون مقابل، ونحن جميعا نمارس عملنا في هذه المجلة كنشاط إلي جانب عملنا ودراستنا، بعضنا خريجين، وبعضنا لا يزال طلابا، ولكن هدفنا جميعا ألا يتحول المشروع إلي مجرد نشاط مكانه الجامعة، نحن نبحث عن مؤسسة شبابية.