حالة من الانتعاش التمويلي النسبي تشهدها منظمات المجتمع المدني خلال الفترة المقبلة لاقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب والمقرر عقدها في نهاية نوفمبر المقبل حيث تبدأ في تنفيذ المشاريع المتعلقة بعملية المراقبة علي العملية الانتخابية بتمويلات أمريكية وأوروبية والبعض منها بجهود ذاتية. وتنوعت أفكار هذه المشروعات ما بين الابتكار في طرق عقد الدورات التدريبية والاهتمام بالمراقبة الإعلامية والإلكترونية وكذلك متابعة أداء المرأة علما بأن البعض منها اهتم بمراقبة مرحلة ما قبل فتح باب الترشيح.. «روزاليوسف» رصدت جميع هذه المشاريع وأهدافها ونعرضها في السطور التالية. الاتحاد الأوروبي في هذا السياق، كشف د. مجدي عبدالحميد رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للمشاركة المجتمعية أن مشروعه الممول من قبل الاتحاد الأوروبي لمراقبة انتخابات مجلس الشعب المقبلة قد تشكل من ثلاث منظمات حقوقية كبري هي جمعية المشاركة ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وجمعية نظرة للدراسات الحقوقية حيث يستهدف المشروع العمل علي ثلاثة محاور رئيسية للمراقبة الميدانية في الانتخابات والمراقبة الإعلامية ومراقبة أداء المرأة قائلا ل«روزاليوسف» إن المشروع حتي الآن قام بتدريب 500 مراقب لمتابعة مرحلة ما قبل الانتخابات في 30 دائرة كحد أدني والتي وصفها بمرحلة «الدعايا الرمادية» لافتا إلي أنه قد أوشك علي إصدار تقريره الأول بشأن هذه المرحلة. وأضاف عبدالحميد أن عدد المراقبين سيتضاعف في اليوم الانتخابي من 500 إلي 1000 مراقب مستطردا سنقوم بتطبيق أسلوب جديد في المراقب يعتمد علي متابعة جميع أطراف العملية الانتخابية سواء كان المرشح نفسه وكذلك الناخب وحتي المؤسسات الدينية باعتبارها طرفًا أساسيا ومدي حياديتها والبنية التشريعية والقانونية علي حد قوله. ردود المعونة الأمريكية في المقابل، لم تحسم هيئة المعونة الأمريكية قرارها بشأن تمويل انتخابات الشعب حيث لم تقم حتي الآن بإرسال ردودها النهائية بشأن المشروعات المقدمة إليها حيث قال محمد محيي مدير جمعية التنمية الإنسانية بالمنصورة أنه مازال ينتظر رد هيئة المعونة الأمريكية ال«USAID» بالموافقة من عدمه لتنفيذ مشروعه الذي ينوي تنفيذه مع شبكة سنا والتي تضم في عضويتها 30 جمعية حقوقية ومنسقها العام ماجد سرور مدير مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني مشيرا إلي إنه ينفذ مشروعًا آخر بعنوان «المساندة القانونية» للمرشحين بتمويل من صندوق الوقف الأمريكي ال«NED» والذي يستهدف تقديم جميع سبل الدعم القانوني للمرشحين من خلال مساعدتهم في تقديم الطعون. ومن المقرر أن تواصل الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي والتي كان يرأسها الناشط الوفد محمود علي مراقبتها للانتخابات المقبلة بعد الانتهاء من تسوية ميزانية مشروعها الماضي «شركاء في الوطن» الخاص بالشوري والممول من قبل هيئة المعونة الأمريكية بمبلغ قدره 267.197 ألف دولا في ثلاثة شهور وقال إيهاب باهي مدير الجمعية أن الجمعية سبق وأن تقدمت للهيئة منذ فترة بمشروع لمراقبة الشعب مشيرا إلي أنه في انتظار ردها النهائي بشأنه علما بأن هذه الجمعية هي الجمعية الوحيدة التي حصلت علي تمويل من قبل المعونة لمراقبة الشوري من بين العديد من الجمعيات المتقدمة للحصول علي تمويل الهيئة. خاص للصحفيين وبالرغم من أن نجاد البرعي مدير المجموعة المتحدة للاستشارات القانونية لن يراقب «الشعب» لانشغاله بتطوير نشاط المؤسسة وبحيث ستركز عملها لدعم شئون التدريب المهني والخاص بالمنظمات والجمعيات خلال الفترة المقبلة إلا أنه قال إنه من المقرر أن تتعاون المجموعة مع معهد الأهرام الاقليمي للصحافة لتدريب عدد من الصحفيين والإعلاميين علي كيفية كتابة التقارير الصحفية المعنية بالانتخابات بشكل صحيح. ابن خلدون من جانبه وبعد فترة الركود التمويلي والافلاس الذي مر بها، يبدأ مركز ابن خلدون في عقد الدورات التدريبية لما يقرب من 30 جمعية حقوقية شريكة في مشروع المركز لمراقبة انتخابات الشعب بتمويل مزدوج من قبل مؤسسة المستقبل الأردنية ومبادرة الشراكة الشرق الأوسطية «MEPI» بتمويل بلغ 300 ألف دولار حيث اشترط المركز التعامل مع الجمعيات المشهرة لدي وزارة التضامن الاجتماعي وقيام كل جمعية بتحديد الدائرة الانتخابية التي ترغب في مراقبتها وتقديم اقرر بحيادية الجمعية في عملية المراقبة علما بأن المركز قام بإعداد بروتوكول التعاون مع هذه الجمعية ببيان واجباتها خلال فترة المراقبة. اوشاهيدي أما مركز دعم التنمية والتأهيل المؤسسي DISC برئاسة كمال نبيل، يقوم بتنفيذ برنامج مع المعهد المصري الديمقراطي مؤيدًا الاتجاه الحالي في منظمات المجتمع المدني لاستخدام تكنولوجيا الإعلام الجديد ودعم المشاركة الشعبية لعملية مراقبة الانتخابات عن طريق تدوين الملاحظات الشخصية أثناء العملية الانتخابية من خلال وسائل سهلة ومتاحة لغالبية المجتمع علي أن يتم تجميع هذه الملاحظات لحظيا ووضعها علي خريطة الكترونية متاحة علي شبكة الانترنت في نفس لحظة الإرسال. تسمي هذه التكنولوجيا الجديدة «اوشاهيدي» وهي كلمة باللغة السواحيلية بمعني شاهد وقد طبق هذا النظام بفاعلية في عدد من دول العالم بشأن عدد من القضايا المهمة كأزمة أنفلونزا «الخنازير» بالمكسيك وأيضًا في كارثة هايتي. يعقد البرنامج خمس دورات تدريبية في محافظات القاهرة، الإسكندرية، أسيوط بورسعيد والمنصورة حيث يتم تدريب شباب من النشطاء السياسيين ومن منظمات المجتمع المدني علي كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا. شارك كما أعلن الائتلاف المدني للإصلاح الديمقراطي (شارك) والذي يضم في عضويته 8 جمعيات حقوقية أبرزها الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات ومركز الحق للديمقراطية عن بدئه مبكرًا لمراقبة مرحلة ما قبل فتح باب الترشيح لرصد التجاوزات المتمثلة في الدعايا الانتخابية وعدم قانونيتها مطالبًا اللجنة العليا للانتخابات بوضع معايير وآليات محددة للالتزام الانتخابي تعلن وتطبق علي الجميع.
