فيما يقرب من عشرين عملا فنيا، صور الفنان الدكتور عادل ثروت الأستاذ المساعد بقسم التصوير بكلية التربية الفنية، ملامح عوالمه الفنية، في معرضه الذي أقيم مؤخرا بقاعة "إبداع". يحمل المعرض في مجمله تصورا لعوالم الفنان، التي تحمل بين ثنياتها تنوعا في الأسلوب والتقنيات المستخدمة، وهي أيضا إلي ذلك تحمل تطورا في أسلوب الفنان في التناول عما قدمه في معارضه الفنية السابقة، فقد نوع الفنان في أعماله بين استخدام تقنيات الخط، الذي يرسم به بعض شخوصه، وبين تقنيات اللون حين يرسم شخوصه بضربات فرشاة، تتباين فيها أحجامهم بألوان مجردة شديدة النقاء، وأحيانا تأتي متدرجة. غلب علي ألوانه اللونان الأحمر والأزرق، واختزل معظم خلفيات أعماله في تدريجات لونية يغلب عليها اللون الأسود بدرجاته، الذي يسهم في إظهار شخوصه ودفعهم إلي مقدمة لوحاته، وجاوره باللون الأبيض مؤكدا بذلك علي التضاد اللوني بينهما. استقي الدكتور عادل ثروت شخوصه من الفنون الفرعونية القديمة، بما تحمله نقوشها وزخارفها المختلفة، ونجده يأخذنا إلي مرحلة تاريخية أخري بما هو معروف برسوم الكهوف أو إنسان ما قبل التاريخ، اختار الفنان لتلك الرسوم اللون البني بدرجاته المختلفة، مؤكدا علي الحس الحجري في أعماله، تتناثر فيها الموتيفات التشكيلية المختلفة مثل: رسومه لمراكب النيل، والزي الفرعوني، والعين الحارسة وغيرها. يميل الفنان عادل ثروت في تناوله للجسد الآدمي والأشكال إلي التسطيح والاختزال، ويضع عناصر لوحاته ويوزعها علي أرجائها، وكأنها نوع من البناء المبني علي بعضه تتفاوت أحجامها وتختلف عناصرها وتتعدد ألوانها في نسيج فني واحد يغلف أعماله، واختار تجريد شخوصه من التفاصيل الشكلية والملامح، مكتفيا بإظهار التفاصيل الخارجية لأجسادهم، مع عمل نوع من الاستطلاعات والمبالغات في نسب الجسد والأطراف، شخوصه دائما ما يظهرها في وضع الوقوف وبداية الحركة، وأحيانا أخري يجعلهم في وضع الاضطجاع جلوسا، واختار لها الوضع الفرعوني، وهو النموذج الأمثل، يظهر خلالها الوجه جانبيا والصدر والكتفين من الأمام.