قبل ساعات من بدء المفاوضات المباشرة اليوم أبدت الولاياتالمتحدةالأمريكية تفاؤلا حول فرص التوصل إلي اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال عام، وقالت علي لسان موفدها للشرق الأوسط جورج ميتشيل إن التوصل لهذا الاتفاق خلال عام أمر واقعي بالإمكان تحقيقه. وأضاف ميتشيل في تصريحات للصحفيين: «إن هذا التفاؤل لا يتقاسمه الجميع ونقر أن هناك الكثير من الناس بعضهم حكماء لهم رأي مخالف كما أن هناك آخرين يقولون بوضوح إن هذا الأمر غير ممكن لكن برأيي المهم في نهاية المطاف هو ما يكون الأفضل للإسرائيليين والفلسطينيين». وتابع: «إن حلا سلميا يضع حدا لهذا النزاع ولكل المطالبات ويخلق دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش بسلام إلي جانب إسرائيل هو في مصلحتهم»، محذرًا من أن البديل لهذا الحل هو استمرار النزاع بدون نهاية وبصورة أكثر تعقيدًا. وأوضح أنه سيكون لواشنطن دور فعال وداعم خلال المفاوضات المباشرة التي تشكل أولوية كبري للرئيس باراك أوباما. وردا علي سؤال حول مشاركة الرئيس الأمريكي مباشرة في المفاوضات قال: «إن الرئيس أوباما التزم شخصيا ومنذ البداية بهذه العملية.. وأنا متأكد أنه سيجري تقويما علي أساس الظروف لمعرفة ما إذا كان منطقيا وضروريا أن يشارك»، مضيفا أن لأوباما «الكثير والكثير من الالتزامات المهمة لكن سلاما كاملا في الشرق الأوسط يشكل أولوية كبري له». ورحب ميتشيل بمشاركة حماس في المفاوضات في حال احترمت شروط الديمقراطية وتخلت عن العنف. فلسطينيا رفض الرئيس محمود عباس الصيغة الإسرائيلية لاستمرار الاستيطان في الكتل الاستيطانية الكبري في الضفة الغربية قائلا إنه من أجل أن تكون المفاوضات جدية فإن علي إسرائيل تمديد وقف الاستيطان الذي سينتهي في 26 سبتمبر الجاري. ورأي عباس أن المفاوضات المباشرة يجب أن تبني علي المفاوضات التي جرت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، علي الجانب الآخر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه يمكن إبرام سلام دائم مع الفلسطينيين لكنه استبعد انتزاع تنازلات جغرافية منه خلال المفاوضات المباشرة. وأصدر نتانياهو تعليمات إلي وزراء حكومته وأعضاء حزبه «الليكود» بعدم إطلاق تصريحات تتعلق بالاستيطان تفاديا لإحراجه أثناء وجوده في واشنطن. من جانبها استبعدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في تقرير كتبه المعلق السياسي شمعون شيفر الذي يرافق نتانياهو في واشنطن، أن تقود المفاوضات المباشرة إلي نتائج إيجابية مشيرة إلي أن نتانياهو يدرك أن شركاءه في الحكومة ليسوا مستعدين للتجاوب مع مطلب الفلسطينيين بمواصلة تجميد الاستيطان. وتوقعت ألا تحمل المفاوضات جديدا في مواقف الطرفين التي تبدو كخطين متوازيين لن يلتقيا أبدا لاسيما فيما يتعلق بالقدس وحق عودة اللاجئين والاستيطان. وتوالت أمس ردود الأفعال التي تدين بشدة عملية مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين في مدينة الخليل حيث أدان الرئيس محمود عباس العملية وقال إن «هدفها هو التشويش علي العملية السياسية ولا يمكن اعتبارها من أعمال المقاومة». كما انتقد البيت الأبيض الاتحاد الأوروبي «بأشد العبارات هذا الاعتداء الإرهابي الذي نفذته حماس» فيما توعد نتانياهو بمعاقبة المسئولين عن هذا الاعتداء قائلا إن سفك دماء المدنيين الإسرائيليين لن يبقي من دون عقاب. ووضعت القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية في حالة تأهب خشية وقوع عمليات أخري، بينما أعلن مجلس المستوطنات اليهودية في بيان إنه سيستأنف أعمال الاستيطان في الضفة اعتبارا من اليوم ردا علي هذا الاعتداء ودون انتظار انتهاء مفعول قرار تجميد الاستيطان.