13- نار الندامة تكَثَّر ما استطعتَ من الخطايا فإنك قاصدٌ رّباً غفورا سيقضي ذاك منك إلي نعيم وتلقي ماجداً صمدا شكورا تعضُّ ندامةً كفّيك ممّا تركتَ مخافة النار السرورا 14- الموت والحساب اصبْر لمرّ حوادث الدهرِ فلتحمدن مغبة الصبرِ وامهدْ لنفسك قَبل ميتتها واذخَرْ ليوم تفاضُل الذُّخرِ فكأن أهلك قد دعوك، فلم تسمع، وأنت محشرج الصدرِ وكأنهم قد عطّروكَ بما يتزوّد الهلكي من العطرِ وكأنهم قد قلّبوكَ علي ظَهْر السّرير، وظلمة القبرِ يا ليتَ شعري! كيف أنتَ علي ظهر السّرير، وأنت لا تدري أوليتَ شعري! كيف أنتَ، إذا غُسلتَ بالكافور والسِّدْرِ أو ليت شعري! كيف أنتَ، إذا وُضع الحسابُ صبيحة الحشْرِ ما حجتي فيما أتيتُ، وما قولي لربّي، بل وما عذري أن لا أكونَ قصدتُ رشدي أو أقَبلتُ ما استدبرتُ من أمري يا سوأتا مما اكتسبتُ ويا أسفي علي ما فات من عمري 15- أستجير بعفوك أيا من ليس لي منه مُجيرُ بعفوك من عذابك أستجيرُ أنا العبدُ المقرُّ بكل ذنبٍ وأنتَ السيد المولي الغفورُ فإن عذّبتني فبسوء فعلي وإن تغفر، فأنت به جديرُ أفرُّ إليك منك، وأين، إلا إليك يفرُّ منك المستجيرُ 16- ماذا تقول القبور ألا تأتي القبورَ صباح يومٍ فتسمعُ ما تخّبُرك القبورُ؟ فإنّ سكونها حَرَكٌ تناَدَي كأن بطونَ غائبها ظهورُ 17- أخذة الموت يا بني النقصِ والعبرْ وبني الضعف والخورْ وبني البعدِ في الطباعِ علي القربِ في الصورْ والشكول التي تباين في الطول والقصرْ احْتِساءً من الحرامِ وختماً علي الصُّررْ؟ أين من كان قبلكم من ذوي البأس والخطرْ سائلوا عنهمُ المدائن، واستبحثوا الخبرْ سبقونا إلي الرحيلِ، وإنَّا علي الأثرْ من مضي عبرةٌ لَنا، وغداً نحن معتبرْ إن للموتِ أخذةً، تسبق اللمح بالبصرْ فكأني بكم غداً في ثياب من المدرْ قد نقلتم من القصورِ إلي ظلمة الحفرْ حيث لا تُضرَبُ القبابُ عليكم، ولا الحجرْ حيث لا تظهَرون فيها للهوٍ، ولا سَمَرْ رحِمَ اللهُ مسلماً ذكر الله، فازدجرْ غفَر الله ذنب من خاف فاستشعر الحذرْ 18- عفو الله أكبر «يا نُواسي توقَّرْ وتجمل وتصبّرْ ساءَك الدهرُ بشيء وبما سرك أكثرْ يا كبير الذنبِ، عفو الله من ذنبك أكبرْ» أكبرُ الأشياءِ عن أصغرِ عفو الله أصغرْ ليس للإنسان إلا ما قضي الله وقدّرْ ليس للمخلوق تدبيرٌ بل الله المدّبرْ 19- ارغب إلي الله يا سائلَ الله فزتَ بالظفرِ وبالنوال الهَني لا الكَدرِ فارغبْ إلي الله، لا إلي بشرٍ مُنتقل في البلي، وفي الغِيرِ وارغبْ إلي اللهِ، لا إلي جسدٍ مُنتقلٍ من صبا إلي كبرِ إن الذي لا يخيب سائله جوههَرُه غير جوهرِ البشرِ مالك بالتّرهاتِ مشتغلاً، أفي يديك الأمان من سقرِ؟ 20- العكوف علي المعاصي ألم ترني أبحتُ اللهو نفسي وديني واعتكفتُ علي المعاصي كأني لا أعودُ إلي معادٍ ولا أخشي هنالك من قصاصِ 21- الدنيا الخداعة أيا رُبّ وجهٍ، في الترابِ، عَتيقِ ويا رُبَّ حُسْنِ، في الترابِ، رقيقِ ويا رُبّ حزمٍ، في الترابِ، ونجدةٍ، ويا رب رأي، في التراب، وثيقِ أري كلَّ حي هالكاً وابن هالكٍ وذا نسب في الهالكين عريقِ فقل لقريب الدارِ: إنك ظاعنٌ إلي منزل نائي المحل سحيقِ إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشَّفت له عن عدو في ثياب صديقِ 22- لبيك لا شريك لك إلهنا ما أعدلكْ مليك كل من ملكْ لبّيك قد لبّيتُ لكْ لبّيك إن الحمدَ لكْ والمُلك لا شريك لكْ ما خاب عبدٌ سألك أنت له حيث سلكْ لولاك يا ربّ هلكْ لبيك إن الحمد لكْ والملك لا شريك لكْ كل نبي وملكْ وكل من أهلَّ لكْ وكل عبدٍ سألكْ سبَّح، أوْ لبَّي فلكْ لبّيك إن الحمد لكْ والملك لا شريك لكْ والليلَ لمّا أنْ حلكْ والسابحاتِ في الفلكْ علي مجاري المنسلكْ لبيك إنّ الحمدَ لكْ والملك لا شريك لكْ اعملْ وبادرْ أجلكْ واختمْ بخير عملكْ لبيك إن الحمد لكْ والملك لا شريك لكْ