أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس انتهاء الدور القتالي للولايات المتحدة في العراق رسميًا خلال زيارة إلي قاعدة عسكرية بتكساس حيث ألقي خطابًا مهمًا بهذه المناسبة من البيت الأبيض. وأشاد أوباما بعملية الانتقال إلي الجهد المدني الذي يقوده العراق بوصفه علامة فارقة رئيسية في الحرب الأمريكيةفي العراق المستمرة منذ سبع سنوات، وأكد أن عملية تسليم المهام للجانب العراقي لن تنهي التزام الولاياتالمتحدة تجاه العراق وأمنه. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس أمس الأول إن العراقيين سيكتبون الفصل المقبل في التاريخ العراقي، وسيكونون بشكل أساسي مسئولين عنه وسنكون حلفاءهم. وستبقي في العراق قوات أمريكية يقل عددها عن خمسين ألف جندي لمواصلة تدريب قوات الأمن العراقية والمساعدة في عمليات مكافحة الإرهاب، ومن المقرر أن تغادر تلك القوات بحلول نهاية 2011. وستتولي وزارة الخارجية الأمريكية زمام الأمور من الجيش الأمريكي اليوم وسيطلق علي المهمة الجديدة في العراق اسم «الفجر الجديد». وعلي الصعيد السياسي أفادت تقارير إخبارية أمس بأن المفاوضات بين ائتلافي «العراقية» بزعامة إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، و«الوطني»، بزعامة عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلي الإسلامي، تسير في اتجاه التحالف بينهما. وذكرت التقارير أن أساس التحالف سيكون أن يترأس الحكومة المقبلة كل من علاوي، مرشح «العراقية» وعادل عبدالمهدي، القيادي في الائتلاف الوطني، ونائب رئيس الجمهورية، وفق مبدأ تقاسم فترة الولاية أي عامين لكل منهما. وبدوره قال القيادي في التحالف الوطني حميد المعلة إن زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للعراق تأتي في إطار الحث علي ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة، مرجحًا وصول الأزمة ل«مشارفها النهائية». وأضح المعلة في تصريحات أن تشكيل الحكومة موضوع عراقي داخلي وطني بحت، مستدركًا: لكن العوامل الأخري إقليمية كانت أم دولية لاسيما مقترحات الولاياتالمتحدة هي بالتأكيد حدث مهم باعتبارها لاعبًا أساسيًا وعنصراً مهمًا من العناصر المؤثرة بهذا الشأن. علي صعيد آخر توقع إياد علاوي نشوب حرب بسبب ما يدور حول البرنامج النووي الإيراني وعودة الحرب الأهلية إلي العراق بعد انتهاء المهمات القتالية للجيش الأمريكي. وشدد علاوي في تصريحات لمجلة «دير شبيجل» الألمانية علي أن العراق لا يستطيع أن يتعايش مع إيران مسلحًا بالأسلحة النووية. ومن جانبه أكد القيادي في المجلس الأعلي الإسلامي عزيز العكيلي أن كل كتلة الائتلاف الوطني غير موافقة علي ترشيح المالكي لولاية ثانية، وأن ما يصدر من تصريحات مختلفة عن التيار الصدري وآراء هنا وأخري هناك هي آراء مختلفة، مبينًا أن الائتلاف الوطني لم يتبن أي شيء رسمي يرفع الخطوط الحمراء عن المالكي. إلي ذلك نفي نائب عن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الأنباء التي ترددت بصدد طرح مرشح بديل للمالكي من داخل ائتلافه، منتقدًا في الوقت ذاته تصريحات بعض نواب دولة القانون بطرح بديل للمالكي كمرشح لمنصب رئاسة الوزراء، وقال النائب بهاء جمال الدين: إن تصريحات بعض أعضاء دولة القانون لا تعبر بالضرورة عن رأي استراتيجية الائتلاف وإنما تمثل وجهة نظرهم الشخصية، وأضاف جمال الدين إن المستغرب في الأمر إطلاق مثل هذه التصريحات في الوقت الذي تشهد الكتل السياسية بمفاوضاتها تقاربًا ومرونة إزاء مرشح دولة القانون من قبل الائتلاف الوطني والعراقية وعدم وجود فيتو عليه، في إشارة إلي رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وأوضح أن ترشيح المالكي لمنصب رئاسة الوزراء يمثل بالنسبة لنا مشروعًا استراتيجيًا لا يمكن التراجع عنه فضلاً عن قبول غالبية أعضاء الائتلاف الوطني دخوله كمنافس لرئاسة الوزراء، مشيرًا إلي أن البديل الذي يتم طرحه من قبل أي جهة قد لا يحظي بهذا الإجماع داخل ائتلاف دولة القانون.