ارتبطت مقولة بلاد المليون شاعر بموريتانيا منذ ستينيات القرن الماضي، هي قد لا تكون صفة متكئة علي سند تاريخي ملموس كما في حالة بلاد المليون شهيد الجزائرية لكنها مستندة علي إعجاب زوار موريتانيا بفصاحة أهلها وعشقهم للشعر. وفي هذا السياق بث تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، شريطا جديدا عبر موقعه الالكتروني علي شبكة الانترنت، شارك فيه عشرات المسلحين بالصحراء الواقعة شمال مالي وسط استعراض مكثف للسلاح والسيارات العابرة للصحاري تحت عنوان "كتب عليكم القتال"، توعد السلطات الفرنسية بإشعال "حرب" تستهدف بالأساس المصالح الفرنسية والأنظمة الموالية لها ردا علي ما سموه "الغطرسة والعدوان". الموريتاني المفرج عنه ضمن صفقة الرهينة الفرنسي بمالي "حمادة ولد محمد خيرو" تم تقديمه داخل شريط الفيديو باعتباره نموذج الأسير المحرر بقوة السلاح تاركين المجال له من أجل إنعاش "الأمسية السلفية" بقصائد من الشعر الحساني "لهجة موريتانية" وسط تفاعل قوي من المسلحين المشاركين في الندوة والمقدرين بنحو 200 إرهابي وهو ما يعكس مستوي تواجد الموريتانيين داخل التنظيم. قصائد ولد محمد خيرو كانت موجهة إلي رفاقه في القاعدة ضمن سياسة تثبيت وتحريض يعتمدها عناصر التنظيم الارهابي، كما حمل في بعضها علي قادة التيار السلفي في موريتانيا وخصوصا أعضاء جمعية البر واصفا إياهم ب"طلاب رزق لا طلاب شهادة"، معربا عن ندمه علي الفترة التي عايشهم فيها قبل مغادرته لموريتانيا. وأثني "خيرو" من خلال قصائده علي زملائه في تنظيم "القاعدة" وتعهد بالانتقام للمهندس "محمد ولد صلاحي" ممن سلموه للولايات المتحدة والذين سماهم بطالبي "البر والعدس"، كما حملت القصيدة تهديدا صريحا للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. كما ظهرالإرهابي الموريتاني المدعو "أبو جلبة الشنقيطي" في الشريط وهو يشيد بمنفذ العملية الانتحارية ضد السفارة الفرنسية بنواكشوط "أبو موسي البصري".