سيفتتح قريبا في نيويورك مطعم اسمه "4food" متخصص في الوجبات الصحية السريعة، حيث يعمل علي تقديم هامبرجر صحي، وذلك من خلال فكرة هامبرجر علي شكل الدونات التفاصيل علي موقع المطعم: www.4food.com هذا ليس المثير في الموضوع، بل المثير هو كيف حول صاحب المطعم مطعمه إلي لعبة تشبه ألعاب فيسبوك، وحول موقعه إلي ما يشبه الموقع الافتراضي. علي موقع المطعم سيكون هناك برنامج كامل تقترح علي أساسه طريقة معينة للبرجر، ما هي المكونات، ما يتضمن، ما يأتي معه في الوجبة، ثم تطلق اسما معينا علي الوجبة. بعد ذلك يمكنك أن تقترح من خلال الموقع لكل أصدقائك في فيسبوك أو تويتر أن يذهبوا للمطعم ويطلبوا هذه الوجبة. هناك في المطعم، يوجد لوحة إلكترونية توضح أكثر الطلبات شيوعا، بالأسماء التي تم إطلاقها من طرف الناس، وكلما طلب شخص ما الوجبة التي صممتها تحصل علي ربع دولار كنقاط لاستهلاكها هناك، مما يعني أنه إذا كانت وجبتك لها شعبية كبيرة، فستأكل مجانا هناك كل يوم. هناك أفكار كثيرة أخري في المطعم، ولكن النتيجة هي أن المطعم عبارة عن موقع إنترنت للتواصل الاجتماعي ملحق بمطعم يعيش علي آثار الموقع. إذا لقي هذا المطعم النجاح فهذا يعني ثلاثة أمور: أولا: أن حب الخيارات لدي الناس والذي أوجدته ثورة المعلومات والإنترنت، وصار الإنسان يحدد ما يريد فعله عبر اليوم قد انتقل للعادات الأساسية اليومية مثل الأكل والترفيه، حيث صار الإنسان أيضا يفضل أن يصمم اختياراته مسبقا، وصار المستهلك يحب فكرة أن يدخل مكانا (كما يفعل عند دخوله لموقع إنترنت) ويري خيارات كثيرة جدا. ثانيا: أن "التشبيك الاجتماعي" (Social Networkingأ يدخل في صميم حياتنا بعد أن كانت اشتراكا في موقع، حيث صار الإنسان يقتات علي فكرة تبادل المعلومات والأفكار مع شبكة اجتماعية مختارة من طرفه (الأصدقاء في تعريف فيسبوك) ويعيش معهم تفاصيل حياته اليومية بطريقة أو بأخري. ثالثا: انتشار الإنترنت في كل مكان، وثورة الإنترنت عبر الموبايل وثورة تطبيقات آيفون وبلاكبيري ونوكيا وغيرها جعلت من الممكن تماما خلق اندماج فوري بين الإنترنت وبين الحياة خارج المنزل. تخيل أن مطعما يقول لزبائنه إذا كان لديك آيفون، يمكنك تحميل تطبيق معين مجانا، وطلب ما تريد عند دخول المطعم من جهازك دون الحاجة للحديث إلي الجرسون، ألن يكون هذا رائعا. طلب واحد لأي شخص يرغب الاستفادة من هذه الأفكار في تأسيس مطعم متطور، لا تطبقها "نص ونص" لأنك ستفشل، لا بد من الإتقان والإبداع معا، ولا بد من تقمص روح الشاب الذي يرتاد فيسبوك في عام 2010م، ولا بد أخيرا أن يكون الطعام قابلا للأكل..!