قرأت مؤخراً خبرا عنوانه (القاهرة تحتفل بمعدات جديدة للنظافة.. والزبالة في الشوارع). وهو عنوان دال - في تقديري - للإشارة علي فشل محافظة القاهرة الملحوظ في حل مشكلة الزبالة.. رغم الشو الإعلامي المبهر الذي يعكس واقعا.. يمكن ملاحظته في جميع شوارع القاهرة بدون استثناء. يقول الخبر المنشور علي صفحات "روز اليوسف" اليومية منذ أيام قليلة.. أنه بينما تحتفل محافظة القاهرة بتدشين معدات النظافة الجديدة لشركة (أما العرب) للنظافة والمسئولة عن نظافة أحياء المنطقة الشمالية وبعض أحياء المنطقة الغربية؛ انتقد اللواء عاطف عبد المنعم (رئيس حي الشرابية) سوء إدارة العمل بالشركة المذكورة بما ينسف بنود العقد الجديد المبرم بين المحافظة والشركة. وقال إن الشركة المذكورة كانت تستعين ب 30 عاملاً فقط قبل توقيع العقد الجديد، ولقد رفعت رواتب العاملين بها وأصبحت طاقة العمل بالحي 90 عاملاً.. غير أنهم يعملون بلا مشرف، فليس لديهم خطة عمل وأنهم يتجمعون يومياً دون عمل محدد. كما أنه رغم رفع كفاءة سيارات الشركة المتخصصة لكبس القمامة إلا أنها تتجاهل أكوام القمامة خلال خط سيرها. لا يمر أسبوع إلا ونقرأ خبرا طويلا عن معدات النظافة الجديدة والحديثة، وعن جهود شركات النظافة، وعن نجاح محافظة القاهرة وانجازاتها في هذا المجال. ولكن الواقع يؤكد ملامح أخري، منها: إن معدات النظافة الجديدة التي تروج لها شركات النظافة أو المحافظة هي (شو) إعلامي لا يشعر به المواطن المصري العادي الذي يعاني من أزمة (الزبالة)، أو كما يقول البعض أنها نزع من (البيزنس).. فالمعيار ليس في شراء أجهزة ومعدات جديدة؛ بقدر ما هو تفعيل خطة تشغيل محكمة لحل أزمة (الزبالة). أما الحديث عن جهود شركات النظافة.. فهو حديث لا محل له من الدقة والصحة.. طالما (الزبالة) منتشرة في الشوارع، وطالما أنها أصبحت ضمن ملامح المشهد اليومي للشوارع المصرية في مختلف الأحياء. أما أطرف الحكايات، فهي نجاح محافظة القاهرة وانجازاتها التي نشعر بها جميعاً، ففضلاً عن أزمة الزبالة.. فهناك أزمة المرور التي تتزايد بشكل لا يحتمل في شوارع القاهرة، وهو الأمر الذي لم تستطع محافظة القاهرة التعامل معه لدرجة أنها لم تتمكن إلي الآن من منع العربات (الكارو) من السير في شوارع القاهرة. إنها تناقضات محافظة القاهرة سواء داخلياً بين هيكلها التنفيذي، أو خارجياً في تعاملها مع المشكلات والأزمات. وهي التناقضات التي توحي وكأنها محافظات، وليست محافظة واحدة. ويبقي السؤال معلقاً: كيف يحدث هذا التناقض بين محافظة القاهرة وبين أحد رؤساء الأحياء؟، وتري: من المسئول عن حسم هذا الخلاف لصالح المجتمع المصري.. وليس لصالح شركة معينة أو محافظ لم ينجح في إدارة أزمة الزبالة أو المرور رغم كل تلك السنوات التي قضاها كمحافظ للعاصمة؟!.