هو رجل أعمال لم يكن معروفا إلا في دوائر ضيقة جد،حلويات خدمات بترولية، زراعات تطبيعية مع دولة معينة. الآن، هو رجل صاحب نفوذ هائل،هو القائم علي أمر صحيفة المصري اليوم، وهي صحيفة لها ظاهر معلن أمام الناس، ولها باطن تغلي فيه مراجل النار. يعرف هذا الباطن ويقف علي حقيقته صلاح دياب وآخرون ليسوا كثيرين من الناحية العددية، ولكن الحقيقة معروفة واضحة لا خفاء فيها، وربما يأتي وقت قريب أو بعيد، تنكشف فيه هذه الحقائق. ويحكي لسان التاريخ ما استخفي وما استتر وهو مالا أشك فيه لحظة واحدة. المصري اليوم، لها أجندات كثير،منها أن تتطوع أو تكلف أو تبادر، أو ذلك كله، لتقف إلي جانب الإرهاب والفوضي، والخروج علي الشرعية، والعمل خارج نطاق الدستور، بالاصطفاف الي جانب جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة دستورا وقانونا. في الانتخابات البرلمانية في 2005 حملت المصري اليوم راية الإخوان، حملت المصحف والسيفين، حملت عبء الدعاية للإخوان، جندت نفسها لخدمة معركتهم الانتخابية. المصري اليوم، تقود الحرب علي أركان ومقومات الدولة القائمة، وتبشر بدولة الإخوان، وتروج لها، وتدافع عنهم، وتنشر أفكارهم، وتكاد تندمج معهم، وتكافح حتي تحتكر هذه الوظيفة وتنفرد بها لنفسها وتسعي لوأد أي منافسة من غيرها من الصحف الخاصة. فهي تكاد تحتكر الحديث باسم الإخوان، وتنجح في التغلب علي منافستها الشروق ومنافستها الدستور في هذا الملعب الخطير. المصري اليوم اختارت وقررت وحسمت أمرها منذ خمس سنوات. اختارت الدعوة الي دولة الإخوان.. واختارت العمل النشط لهدم أركان الدولة القائمة.. صلاح دياب يؤمن من أعماقه أن صعود الصحيفة مرتبط بصعود الإخوان والإرهاب.. المصري اليوم حكايتها مثل حكاية الإخوان.. ظاهر براق.. وتحته باطن تغلي فيه النار.. الصحيفة والجماعة كلتاهما ألغاز وأسرار.. مستوطنة سرية هي الصحيفة.. تنظيم سري هو الجماعة.. صلاح دياب ومهدي عاكف والدكتور بديع إخوان تجمعهم راية واحدة، ليست راية الإسلام، وليست راية حرية الصحافة.. راية الفوضي الخلاقة. * رئيس تحرير الأهرام الأقتصادى نقلا عن الأهرام المسائى