«مشاعر العودة إلي الوطن» هذا عنوان مقاله الذي كتبه مؤخراً فور عودته لمصر في زيارة وصفها شقيقه بأنها «جس نبض» سارداً من خلاله لحظات وصوله إلي مطار القاهرة واستقبال أصدقائه له مروراً بزيارة أهله في مسقط رأسه قرية بدين بالمنصورة وحتي اجتماعه بأعضاء مركزه الحقوقي للاطلاع علي بعض أمور العمل، والمتابع الجيد لمقالاته تنتابه منذ الوهلة الأولي حالة من الدهشة عند قراءة هذا المقال الأخير، حيث يشعر بأن هناك تغيراً بزاوية 360 درجة في أسلوب الكتابة من خلال استخدامه لعبارات أكثر تهذبا وأقل عنفاً وانتقاداً ويكفي أنه استخدم كلمة الوطن رغم أنه كان يرفض العودة إليه، حيث كان يعيش متنقلا بين أوطانه الأربعة: أمريكا وقطر والإمارات وتركيا.. هو د. سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون والعائد مؤخراً في زيارة عائلية بعد غياب ثلاث سنوات عن مصر. وطنه.. يقصد مصر إذا صح هذا.. الذي يتحدث عنه وكأنه عائد إليه بعد إحرازه نصرا كبيرا له، مل من مقالاته التي أساءت له في الخارج وتسببت في الإضرار بمصالحه القومية خاصة أنه دعا إلي ربط برنامج المعونة الأمريكية لمصر بتحقيق تقدم في الديمقراطية!. ساهم من خلال مركزه الذي يصفه بالرائد في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان في اشعال فتيل الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط ولايزال يلعب علي أوتار هذا الملف بجدارة، حتي أن التقرير السنوي الأخير لم يخل منه وخصص فصلاً كاملاً لتناوله. حتي أسلوبه في الكتابة الأخف وطأة لم يأت من فراغ أو وحياً هبط عليه من السماء في حق وطنه، ولكن بناء علي تعليمات صارمة من زوجته الأمريكية باربارا إبراهيم التي تمنعه من مقابلة الصحفيين والإعلاميين لتملاشي أي مغالطات تصدر عنه حتي أنه قال إن التعامل مع النظام الحالي أسهل من التعامل معها!. حملة المليون مراقب التي دعا إليها وعلي الرغم من أنه قال إنها ليست من قبيل الفرقعات الإعلامية لم يتخذ بشأنها حتي الآن أي إجراءات علي أرض الواقع، مثلها مثل ما تسمي بالجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها د. محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية فكلاهما مجرد مسميات بلا مضمون !.