خفضت وزارة الموارد المائية والري أمس المنصرف من خلف السد العالي إلي 230 مليون متر مكعب في اليوم وذلك بعد ثلاثة أيام من الزيادة إلي 250 مليون متر مكعب بناء علي طلب رسمي من وزارة الكهرباء، للمساهمة في حل أزمة أعطال الكهرباء والانقطاعات المتكررة من خلال زيادة نسبة الطاقة المولدة من توربينات السد العالي بواقع 1800 ميجاوات في الساعة. أكدت مصادر مطلعة بوزارة الري ل«روزاليوسف» أن الوزارة أكدت لمسئولي الكهرباء أن ثلاثة أيام هي أقصي حدود زيادة برنامج الصرف خلال فترة الفيضان خاصة أن هناك خطورة علي انهيارات جسور النيل نتيجة اندفاع 35 مليون متر مكعب زيادة علي حاجة البلاد بمجري نهر النيل، ولفتت إلي أن وزارة الكهرباء تفهمت وأبدت شكرها خاصة بعدما ساهم زيادة المنصرف في زيادة قدرة التوليد للطاقة الناتجة. وأفادت ذات المصادر بأن اللجنة العليا لايراد نهر النيل، حددت برنامجاً للعودة إلي الصرف المعتاد بتخفيض 10 ملايين متر مكعب يومياً، حتي 215 مليون متر مكعب، مشيرة إلي أنه تم تخزين ما يزيد علي 100 مليون متر مكعب تم صرفها علي مدار الثلاثة أيام الماضية في عدد من البرك خلف القناطر لاستخدامها في زيادة المناسب علي مدار الأسبوعين المقبلين مع تخفيض حجم المنصرف فعلياً خلف خزان أسوان. في ذات السياق ارتفع منسوب المياه أمام السد العالي 16 سنتيمتراً مقارنة بالأمس الأول عن منسوب 171 متراً و70 سنتيمتراً، وبلغ الوارد من فيضان النيل 650 مليون متر مكعب بينما بلغ صافي التخزين بالبحيرة بدءاً من أول الشهر الجاري ما يزيد علي 8 مليارات متر مكعب من المياه. ورفع قطاع توزيع المياه بوزارة الري تقريراً أمس إلي وزير الري يفيد بأن زيادة المنصرف من خلف السد العالي علي مدار الألفية الماضية ساهم في ارتفاع في مناصيب النيل، ووفرة في المياه بنهايات الترع بعد تلبية احتياجات البلاد من مياه الشرب والصناعة. ولفت التقرير إلي ضرورة خفض المنصرف من خلف السد خلال الأسبوع المقبل، حوالي 205 إلي 210 ملايين متر مكعب يومياً نظراً لضرورة تصريف المياه الزائدة التي تم تخزينها خلف القناطر، وحفاظاً علي المنشآت علي جانبي النهر، نظراً لتزامن هذه الفترة مع ذروة الفيضان التي بدورها تعمل علي ارتفاع المنسوب. وأشار التقرير إلي أن تراجع حجم المنصرف من خلف السد العالي يتطلب معه تعديل برنامج التخزين ببحيرة ناصر نظراً لزيادة الكميات التي سيتم حجزها خلف السد وبما سيعمل علي الحاجة إلي البدء في وضع الاستعدادات اللازمة لفتح مفيض توشكي في حالة ارتفاع المناسيب بالبحيرة علي 180 متراً. وأوصي التقرير بضرورة مخاطبة هيئة السد العالي وخزان أسوان للاستعداد لإزالة السد الترابي للخزان خلال أيام في حالة استمرار زيادة الوارد من فيضان النيل.