"حيوات مثل البنادق المحشوة: إيميلي ديكنسون وتناحرات عائلتها" بهذا العنوان المحفز أفردت ليندال جوردون دراستها للعديد من وثائق التاريخ الأسري والرسائل الخاصة وتذاكر الوصفات الطبية لتخرج بتلك السيرة الصاخبة والملغومة لأكثر شعراء أمريكا غموضا. جوردون وهي باحثة من جنوب أفريقيا تعمل في جامعة أكسفورد ليست الأولي التي أغراها غموض ديكنسون (1830-1886) وحيرتها وعزلتها، لكن السيرة الذاتية التي أخرجتها إلي النور في هذا الكتاب ، ربما تكون الأكثر تشويقا وإحكاما من حيث قيمة النتائج التي خرجت بها ومعقولية الاستنتاجات التي تقترحها علينا. تنطلق الباحثة من النقطة التي أثارت كثيرين، من حادثة اتخاذ الأخ "أوستن" لعشيقة، مما أدي إلي تفكك أواصر العائلة.. أما السر الذي حكم علي الشاعرة الملقبة ب"الآنسة بالثوب الأبيض" - مراوغة لعزوبيتها - بالعزل والنبذ والخزي، هو إصابتها بمرض الصرع. جوردون - وهي أيضا كاتبة سير تي. إس إليوت وفرجينيا وولف- تعيد تأمل أشعار ديكنسون و تنقل بعضا من خواطرها في هذا الشأن، لتقول السيرة إنها كانت تتعامل مع أوجاعها وإحباطاتها علي أنها "سقم وجودي" وسبيل للخلود الشعري.