يستحق أحمد الجمال نائب رئيس الحزب الناصري لقب «الإصلاحي المتقلب» إذ يعد الرجل الأول الذي قاد عملية الإصلاح في الحزب بشكل حقيقي منذ انعقاد المؤتمر العام في ديسمبر 2006 دون أن يخلق جبهات في الحزب مثلما فعل نظيره سامح عاشور النائب الأول. الجمال قاد الإصلاح من خلال ورقة عمل حقيقية وضعها وتم توزيعها علي المحافظات حتي يمكن أن يعود الناصري للشارع السياسي وضمان عدم احتفاظ رئيس الحزب لمنصبه أكثر من دورتين متتاليتين غير أن التيارات المستفيدة من الوضع الحالي داخل الناصري نجحت في عدم تحقيق هذه الورقة لأهدافها الحقيقية. ورغم هذه المحاولات الإصلاحية إلا أن الجمال انقلب في أكثر من موقف علي الحزب وذلك ضمن سلسلة الصراع علي رئاسته في حين أنه يسعي دائمًا لإظهار عدم اهتمامه بالمواقع بقدر ما هو محاولة للإصلاح فاضطر مرة إلي تجميد عضويته في الحزب ثم أطلق وقتها طلقات من التصريحات النارية علي الأمين العام أحمد حسن بسبب انفراده بالقرارات متهمًا إياه بالمسئولية عن تدهور الحزب، وانقلب الجمال مرة أخري أثناء مناقشة الأوضاع في جريدة «العربي» لسان حال الحزب رغم طرح اسمه ضمن أبرز المرشحين وقتها لتولي مجلس إدارة الجريدة لكنه رفض هذه المسألة، وجاءت الخاتمة بهجومه العنيف علي رئيس الحزب ضياء الدين داود وتفجيره الكثير من المفاجآت ضد قياداته وهي الأزمة التي أشعلت الأوضاع في الحزب بعد حصوله علي مقعدين في مجلس الشوري أحدهما بالتعيين. ويظل الجمال هو الرجل الأكثر إثارة للجدل داخل الحزب ويصفه الكثير من أنصاره في الناصري ب «رجل الدولة» الذي يتحرك في الوقت المناسب.