لعلاقته القوية بهم في السابق، لم ينتظر سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية حتي يمر من بوابة مطار القاهرة عائدا من الخارج، كي يعلن أنه في انتظار لقاء جماعة الاخوان المحظورة، ولكن جاء الرد من الجماعة فاترا حيث قال عصام العريان المتحدث باسم الجماعة أنه فضل الاكتفاء بالاتصال به لقصر مدة اجازته الي جانب قيام عدد من شباب الجماعة في المنصورة بزيارته في منزله وحديثهم معه حول تجربة جمع التوقيعات علي بيان التغيير. ظن سعد الدين أنه سليقي نفس الحفاوة التي كان يلقاها من قبل الجماعة المحظورة قبل السفر للخارج منذ ثلاث سنوات، لكن العريان خيب أمله، فلم يعد دوره كحلقة وصل بين الجماعة ومراكز صنع القرار الامريكية كسابق عهده في ظل ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، فهو من ناحية فقد بريقه لدي هذه المراكز، كما أن الادارة الامريكية الحالية ليست كسابقتها في التدخل المباشر في شئون الدول تحت ستار دعم التحول الديمقراطي. آخر عهد سعد بالعلاقة مع الإخوان كانت تصريحاتهم المدافعة عنه عند هروبه من مصر اختياريا عندما قال عصام العريان إبراهيم "لا يشوه سمعة مصر" بأحاديثه عن الإصلاح السياسي، وأدان بشدة الحكم أول درجة عليه بالسجن عامين وشدد علي إن "جماعته ترفض محاسبة الناس علي آرائهم، واعتبر أن "الخاسر الحقيقي من قضية سعد الدين هي سمعة مصر". توطدت علاقة الناشط الحقوقي بقيادات الجماعة المحظورة داخل السجن وعلي أثر ذلك راح يقول بضرورة اشراك الإخوان في العملية الديمقراطية في مصر بوضعها الحالي وإن كان يطلب منهم ضمانات لفظية ومكتوبة للإقرار الكامل بحقوق المواطنة الكاملة لجميع المواطنين، بما في ذلك تقلد كل المناصب العامة حتي رئاسة الجمهورية لغير المسلمين وللنساء. يعلم سعد عن الإخوان ما يعلم الجميع عنهم، من أنهم لا يقرون بحق المواطنة الكامل لغير المسلمين، وأنهم يحاولون فرض حقيقتهم علي الناس، وأنهم إذا حدث وشكلوا الأغلبية فسيفرضونها علي القانون والمجتمع والدولة. أراد الإخوان من سعد في السجن (حسب كلامه) أن يعلمهم كيف يتحدثون مع العالم بلغة هذا العالم لكسب تأييده وتعاطفه معهم، فإذ به يرطن رطانتهم ويروج لأشد أفكارهم. في تصريح صحفي سابق قال سعد "إن حوارا قد بدأ بيني وبين الجماعات الإسلامية في سجن مزرعة طرة، وكان أساسه لماذا اهتم العالم بي ولم يهتم بالإخوان، وسألني الإخوان كيف نوصل وجهة نظرنا للعالم الغربي.. وبعد الخروج من السجن اجتمعنا أنا وبعض أعضاء الجماعة أمثال عصام العريان ومحمد عبدالقدوس ومختار نوح، وبعض الغربيين، والأمريكيين رفضوا الحوار.. جلسنا في النادي السويسري بإمبابة واستمر الحوار يوما كاملا، ثم تركتهم معا لاستكمال الحوار، وهذا كان دوري". لتبرير دعوته لإقامة الإخوان حزب ديني، ركز الناشط الليبرالي علي وجود أحزاب مسيحية في العالم الغربي تشارك في الفعل الديمقراطي ولا تنقلب علي الديمقراطية، ثم عقب قائلا: "هل ذلك حلال لهم و حرام علينا؟ وهل المسلمون أو حتي المتأسلمون غير قابلين للتغيير والتطور؟. لم يكن اهتمام سعد الدين مهتما بالإصلاح السياسي في مصر عندما دعا إلي دمج الإخوان بقدر ما كان مهتما بمصلحة الجماعة فهو دافع عن حماس قائلا "وكان الاهتمام بحماس هو الأكثر إلحاحا، لاختبار فرضية أن الاقتراب من السلطة أو النجاح في اعتلاء مقاعدها، يحول هذه الحركات من النزعة الثورية العنيفة إلي الاعتدال" متناسيا ما تقوم به الحركة منذ انقلابها علي السلطة في قطاع غزة. يقول أحمد رائف المعروف بمؤرخ الإخوان إن العلاقة بين الجماعة والغرب وتحديدا الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبحت أكبر من سعد الدين ابراهيم وتقوم عليها شخصيات لها ثقل في مراكز صنع القرار الامريكي، إضافة إلي قدرة الجماعة علي السيطرة علي بعض المؤسسات الخيرية وتأسيس أخري داخل أمريكا مثل "كير" و"اسنا" وغيرهما وتقوم هذه الهيئات بالترويج للإخوان هناك.