ليسمح لي القارئ العزيز أن استقطع جزءًا من وقته في الحديث عن خواطر أب يرسلها إلي ابنه فمنذ أيام قليلة احتفل نجلي بزفافه، ليبدأ مع عروسه حياة جديدة، ونبدأ نحن أيضا أفراد الأسرتين حياة جديدة من نوع آخر.. فالأب في مثل هذه المواقف يشعر بأنه قد أدي وزوجته واجبهما نحو ابنهما أو ابنتهما، فيقدمان أولا الحمد والشكر لله الذي أعانهما حتي استطاعا أن ينجحا في الحفاظ علي الأمانة التي أؤتمنا عليها، وعلي الشريك الآخر الذي سيستكمل مسيرتهما، سواء أكان الزوج أو الزوجة. وقبل ساعات قليلة من عرس نجلي جلست أستعيد بالذاكرة العديد من المواقف التي مرت بي وأنا في مثل هذه اللحظات، وخاطبت نفسي قائلاً: اليوم وهبتنا السماء عطية جديدة، علي ابني أن يحافظ عليها، وعلينا أن نشاركه في الحفاظ عليها، نفس المشاعر التي أعتقد أنها تجول بخاطر أسرة الطرف الشريك، لتصبح مهمتنا معا دعم هذا المولود الجديد وهو يحبو بخطوات بطيئة نحو بناء مستقبل جديد، أدعو من الله أن يكون أكثر إشراقا. وليسمح لي العروسان أن أدعوهما وهما علي أول الطريق أن يتذكرا شيئًا مهماً جدا، وهو أنهما ينتميان إلي مدرستين مختلفتين، علي كل منهما أن يعمل جاهدا إلي أن ينصهر في مدرسة الآخر، مهما كانت الصعاب التي ستواجهه، ولا سيما في بداية الطريق، إلي أن يستطيعا معا أن ينشآ مدرسة جديدة خاصة بهما.. وأذكرهما بما جاء بسفر الأمثال من العهد القديم «بالحكمة يبني البيت.. وبالفهم يثبت»، فلينس كل منهما أي مصاعب واجهتهما وهما يخططان لحياتهما الجديدة، فهذا شيء طبيعي، وليسمحا لي في النهاية أن أنقل إليهما بعضا مما قاله حكيم لابنه يوم زفافه: إنك لن تنال السعادة في بيتك إلا ببعض الخصال التي يجب أن تمنحها لزوجك، أولها إن النساء يحببن الدلال ويحببن التصريح بالحب فلا تبخل علي زوجتك بذلك فإن بخلت جعلت بينك وبينها حجابا من الجفوة ونقصا في المودة، وأما الثانية: فإن النساء يكرهن الرجل الشديد الحازم ويستخدمن الرجل الضعيف اللين فاجعل لكل صفة مكانها فإنه ادعي للحب وأجلب للطمأنينة.. والثالثة: فإن البيت مملكة الأنثي وفيه تشعر أنها متربعة علي عرشها وأنها سيدة فيه فإياك أن تهدم هذه المملكة التي تعيشها وإياك أن تحاول أن تزيحها عن عرشها هذا فإنك إن فعلت نازعتها ملكها وليس لملك أشدّ عداوة ممن ينازعه ملكه وإن أظهر له غير ذلك.. ونفس المعاني تنطبق علي الزوجة نحو زوجها. وأخيرًا أتمني لكما حياة جديدة وسعيدة بإذن الله. تلغرافات لست أعلم سببا لرفض الدكتورة سعاد صالح العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية، لكل من يدعو إلي تفعيل المواطنة الحقيقية للمسيحيين في مصر، فمنذ فترة قريبة أعلنت رفضها لفكرة تولي مسيحي منصب رئيس الجمهورية، وأردفت بأنه يجوز تولي غير المسلم لأي مناصب قيادية في دولة إسلامية. وعندما رد عليها الكثيرون عادت وقالت إنه بعد رجوعها إلي العديد من المصادر اكتشفت أنه بانتهاء عصر الخلافة انتهت هذه الفتوي، وهو ما سبق وأشرت إليه في تعقيبي علي هذا الموضوع في صفحات «روزاليوسف» من قبل.. اليوم تعود من جديد الدكتورة سعاد لتؤكد علي رفضها للدعوة التي أطلقها الشيخ خالد الجندي بالسماح للمسيحيين بدخول جامعة الأزهر، وتؤكد سعاد صالح أن هذا الموضوع مرفوض من الأساس خاصة أن هناك اختلافا في العقائد والثوابت الدينية! وعلي نفس النهج وهو ما اعتدناه دائما من الشيخ يوسف البدري فقد أكد أن هذا الموضوع يتناقض وتعاليم الإسلام، بل زاد فضيلته بأن صب اللعنة علي كل من يوافق علي دراسة مسلم للاهوت المسيحي! سيدي وسيدتي: لا أعتقد بأي حال من الأحوال أن ما تنادون به هو تعاليم الإسلام، فالإسلام كما المسيحية، الذي نعرفه جميعا مسلمين ومسيحيين يدعو للسلام والمحبة والإخاء، وأن يعرف كل منا الآخر حق المعرفة.. لكن ما تنادون به يدعو إلي التعصب والفتنة.. وأخيرًا أرجو يا دكتورة سعاد أن تعودي إلي صحيح تعاليم الإسلام لعلك تخرجي علينا باعتذار جديد. بمناسبة اقتراب انتخابات مجلس الشعب التي ستجري في أكتوبر المقبل، بدأنا نسمع من «عبده مشتاق» كل في دائرته عن إنجازاته التي لم نسمع عنها، وعن طموحاته التي لن يحققها لأهالي دائرته.. إلخ.. إلي هؤلاء ليتنا نتعلم مما يحدث من حولنا في بلاد أخري، ونعرف ما معني كلمة عضو البرلمان! إنها ليست الحصانة، وليست الاستيلاء علي أراضي الدولة، وليست أنت عارف انت بتكلم مين؟ وليست شيلني وأشيلك.. نعم هناك أعضاء نفخر بهم علي مر التاريخ، وأيضاً هناك أعضاء دخلوا بإرادتهم في مزبلة التاريخ.