زار الهولندي باول فان سون رئيس مشروع «ديزرتيك» القاهرة هذا الأسبوع والتقي مسئولين من الحكومة المصرية، ويسعي رئيس ديزرتيك من خلال لقائه مع المسئولين في القاهرة، كما فعل من قبل في برلين والرباط والجزائر وتونس، لتأمين الأطر السياسية الضرورية لتنفيذ توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية وذلك حتي تقدم الشركات والحكومات علي الاستثمار في أقرب وقت ممكن وبشكل واسع في الطاقات المتجددة. وفي الوقت ذاته يسعي فان سون لدفع خطط إنشاء أولي المحططات الرائدة في هذا المشروع التي يريد القائمون علي مشروع ديزرتيك من خلالها البرهنة علي أن فكرتهم ليست جميلة فقط ولكنها قابلة للتحقيق أيضا. وأصبحت الجزائر والمغرب وتونس شركاء في هذا المشروع العملاق ويعتقد الهولندي فان سون أن التمويل لن يكون عقبة أمام المشروع. وتقوم الفكرة الأساسية لديزرتيك علي توليد جزء من التيار الكهربائي في البداية باستخدام الرياح والطاقة الشمسية يكفي أولا لسد حاجة دول شمال أفريقيا من الكهرباء، ولكن هذا المشروع سيحتاج في بدايته إلي الدعم الحكومي لأن تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية تفوق حاليا تكلفة إنتاجها بالوقود التقليدي ولكن طاقة الرياح تعتبر مثالا واضحا علي أن تكاليف الإنتاج يمكن أن تنخفض بسرعة أكثر مما اعتقد المتشائمون، وذلك إذا تعاون العلم مع الشركات المنفذة بشكل واسع. وسيتم خلال الخطوة الثانية إنتاج تيار كهربائي إضافي يتم نقله عبر خطوط ضغط عال تمر بالبحر المتوسط إلي أوروبا ومن المنتظر أن تحصل أوروبا علي تيار الصحراء بدءا من أواخر عام 2015 حسبما قال ارنست راوخ مدير مشروع ديزرتيك الأسبوع الماضي في تصريح لجريدة «زود دويتشه تسايتونج». أما بالنسبة لمصر التي لا تمتلك خطوط كهرباء مناسبة للمشروع فهناك تفكير في اعتماد سيناريو بديل تستهلك مصر من خلاله جميع الكهرباء التي يتم توليدها في الصحراء وتقوم بتصدير جميع الغاز لأوروبا الذي كانت تستخدمه لتوليد حاجتها من الكهرباء. يحاول باول فان سون كبح جماح عاطفته الجياشة تجاه المشروع والبقاء علي أرض الواقع رغم الثناء والانبهار الذي يقابله أينما حل، إنه يعرف أن مبلغ 400 مليار يورو الذي قدر لتنفيذ المشروع ليس إلا عنوانا له وأنه «لابد من إطلاق النار علي الدب إذا أردنا توزيع أجزائه» حسبما قال وهو يتجول عبر الصحراء المصرية الجرداء ذات الحرارة التي تفوق كل وصف والرياح الساخنة التي لا ترحم، وهو مناخ يروق كثيرا لرئيس ديزرتيك.