بالرغم من حالة الحراك المسرحي التي نجح في تحقيقها المهرجان القومي للمسرح علي مدار الأعوام الخمسة الماضية، والزحام الجماهيري الذي أصبح مألوفا أن نشاهده أمام المسارح لمتابعة العروض إلا أن البيت الفني للمسرح المنظم للمهرجان، أخفق كثيرا هذا العام في اختيار عروضه الثماني المشاركة وهي: "لسه في أمل" لعصام سعد و"عجايب" لسامح بسيوني و"أوديب وشفيقة" لعاصم رأفت و"الشطار" لمحمود الألفي و"سكتم بكتم" لدعاء طعيمة و"نلتقي بعد الفاصل" لأحمد إبراهيم و"الأحلام" لأحمد السيد و"الجبل" لعادل حسان، وللأسف غاب عن هذه الاحتفالية المسرحية الكبيرة ثلاثة عروض من أهم ما أنتج البيت الفني خلال الفترة السابقة وبمشاركتها كانت ستتغير معايير المنافسة هذا العام، مثل عرض "أطياف المولوية" للمخرج إنتصار عبد الفتاح وبطولة أحمد فؤاد سليم وسميرة عبد العزيز وذلك بسبب اعتذار سليم لانشغاله بتصوير أعمال رمضان ، ونفس الأزمة واجهت عرض "خالتي صفية والدير" للمخرج محمد مرسي حيث اعتذر أيضا أبطال العمل بسبب انشغالهم بتصوير أعمالهم الرمضانية، ومنهم صابرين وهشام عبد الله وصلاح رشوان ، لكن الغريب هو ما حدث مع عرض "درب عسكر" للمخرج محمود الزيات إنتاج فرقة المسرح المتجول فرغم تميز هذا العرض المسرحي وتحقيقه لنسب مشاهدة عالية أيام عرضه بقاعة يوسف إدريس طوال الفترة الماضية، إلي جانب أنه تنطبق عليه لائحة المهرجان والتي من أهمها ألا تزيد مدة العرض علي ساعتين ولا تقل عن ساعة ، لكن المفاجأة أنه تم تفضيل عرض آخر عليه مدته ثلاث ساعات كاملة هو عرض "لسه في أمل" للمخرج عصام سعد وبطولة سامح يسري وغادة إبراهيم وبالطبع حتي ينطبق علي العمل لائحة المهرجان تم ضغطه في ساعتين. ومن جانبه قال مخرج "درب عسكر" محمود الزيات: لا نعلم لماذا تم استبعادنا من المشاركة ضمن فعاليات المهرجان القومي خاصة وأننا وعدنا بالمشاركة من مدير الفرقة عصام الشويخ لكننا فوجئنا باستبعاد العمل دون أية أسباب واضحة رغم أن العرض حقق نجاحا كبيرا أيام عرضه بقاعة يوسف إدريس وكُتب عنه بشكل جيد للغاية. وأضاف: ليس هذا فحسب بل أشعر أن عرضنا يعامل معاملة خاصة فنحن من المفترض أننا نتبع فرقة المسرح المتجول لكن رغم أننا عرضنا في القاهرة 70 ليلة عرض لم يتم تطبيق الفكرة التي أنشئت من أجلها "فرقة المسرح المتجول"، وهي ضرورة سفر العرض وتجوله بين المحافظات وهذا عكس ما حدث مع عرض "لسه في أمل" التابع لنفس الفرقة فبالرغم من التكلفة الباهظة لهذا العمل فإنه سافر إلي محافظتي الإسكندرية ودمنهور، وحتي الآن لم يسافر عرضنا إلي أي محافظة وأعتقد أن هذا العمل إذا كان من إنتاج الدكتور أشرف زكي كان سيرعاه ويتبناه مثلما يفعل مع عروضه التي أنتجها لكننا أنتجنا في عهد توفيق عبد الحميد ولم نجد من يرعي العمل لذلك قرر أبطال العرض الإضراب عن العمل فكان من المقرر أن نعرض بمستشفي سرطان الأطفال الأيام القادمة، وفي ظل هذه الأجواء من المحتمل أن نعتذر عن العرض. ونفي عصام الشويخ مدير فرقة المسرح المتجول التزام فريق عمل "درب عسكر" في اتفاقه معهم وقال: طلبت من أعضاء الفريق منذ فترة طويلة أن نعرض بمستشفي السرطان وبعد أن اتفقنا مع إدارة المكان وتحديد موعد معهم فوجئنا بأن مساعد المخرج فشل في تجميع الممثلين، أما فيما يخص المهرجان القومي للمسرح فهناك لجنة اختارت العروض المشاركة وكنت اتمني بالطبع أن يشارك "درب عسكر" لكنهم خيروني بينه وبين عرض "لسه في أمل" فاخترت "لسه في أمل" لأن هذا العرض في تصوري من الممكن أن يفوز بجوائز موسيقي أو استعراضات أو ديكور!! المثير أن الأمر نفسه تكرر مع عرض "قطط الشارع" للمخرج عادل عبده وبطولة دوللي شاهين وسمير صبري فالعرض مدته ثلاث ساعات متواصلة وبهذا فهو مخالف مخالفة تامة للائحة المهرجان وهو ما يدعو للتساؤل هل لأن هذه الأعمال تضم نجوما يتم تفضيلها، فإذا كان المهرجان يطبق لائحته بشكل صارم فمن الأجدي أن يستبعد أي عمل مخالف لشروط المشاركة وبالتالي كان سيستبعد العرضين السابق ذكرهما، خاصة أن هذه العروض إذا ما قورنت في مقارنة بسيطة بعروض الشباب المشاركة هذا العام ستتفوق عليها عروض الشباب تفوقا كبيرا لذلك من المتوقع، أن يحصد الشباب المشاركون بالمهرجان جوائزه، فحتي عروض البيت الفني المشاركة المتميز منها عروض الشباب أيضا وليس عروض المحترفين مثل "سكتم بكتم" لدعاء طعيمة و"الجبل" لعادل حسان و"نلتقي بعد الفاصل" لأحمد إبراهيم و"أوديب وشفيقة" لعاصم رأفت، فهذه فقط عروض البيت الفني التي ترقي لمستوي المنافسة بالمهرجان مع عروض الجهات الأخري!